نقل رماد المتوفّى (Urne) ممنوع شرعًا؟ شرح فقهي وقانوني

نقل رماد المتوفّى (Urne): هل هو ممنوع شرعًا؟ بين الرأي الفقهي الإسلامي والقانون الألماني 

في السنوات الأخيرة، ومع تزايد أعداد المسلمين المقيمين في ألمانيا، أصبحت قضايا الدفن وطرق التعامل مع المتوفّين من أبرز المواضيع التي تثير تساؤلات حقيقية. أحد أبرز هذه التساؤلات يدور حول مسألة حرق الجثمان (Feuerbestattung) ومن ثمّ نقل الرماد (Urne)، سواء داخل ألمانيا أو إلى بلد المنشأ. 

فهل يُسمح بذلك في الشريعة الإسلامية؟ وماذا يقول القانون الألماني؟ وهل هناك استثناءات؟ في هذا المقال، نقدم قراءة متوازنة تدمج الرأي الفقهي مع التشريع المدني. Shape 

أولًا: ما هو المقصود بـ Urne؟ 

Urne هو وعاء يُحفظ فيه رماد جثمان شخص بعد حرقه في محرقة الجثث (Krematorium). وتُعتبر هذه الطريقة شائعة في ألمانيا، حيث تصل نسبة حالات الحرق إلى أكثر من 70٪ من إجمالي الوفيات، نظرًا لانخفاض تكلفتها وسهولة التخزين أو النقل. Shape 

ثانيًا: الموقف الشرعي الإسلامي من حرق الجثامين ونقل الرماد 

 تحريم الحرق في الإسلام بشكل قاطع 

وفقًا لإجماع علماء الأمة الإسلامية ومراجع الفقه السنية والشيعية، فإن حرق جثمان الميت محرّم تمامًا، لما فيه من انتهاك لكرامة الإنسان بعد موته، ومخالفة صريحة لهدي النبي ﷺ في كيفية تغسيل، تكفين، ودفن الميت. 

 قال النبي ﷺ: "كسر عظم الميت ككسره حيًّا" (رواه أبو داوود) – دليل على حرمة إيذاء جسد الإنسان بعد موته. 

 إذن فقهياً: 

  • حرق الجثة محرّم. 

  • نقل رماد الميت (Urne) لا يُعتدّ به كدفن شرعي، بل يُعتبر استمرارًا لفعل غير جائز. 

  • لا يجوز للمسلم أن يوصي بحرق جثمانه، ومن فعل فقد ارتكب معصية جسيمة. 

  • لا يُغسّل ولا يُصلّى على رماد، لأن الجثمان لم يبقَ له وجود يمكن التعامل معه بالطرق الشرعية. 

 حتى في بلاد غير إسلامية: 

  • لا يُعتبر الوضع القانوني مبررًا للقبول بالحرق. 

  • تُطالب الجاليات الإسلامية بشدة بوجود مقابر إسلامية تسمح بالدفن دون حرق، وقد تم تحقيق ذلك في معظم المدن الألمانية. Shape 

ثالثًا: ما موقف القانون الألماني من نقل الرماد (Urne)؟ 

في ألمانيا، يُعتبر نقل أو إرسال رماد الميت خارج البلاد أمرًا قانونيًا لكن تحت شروط صارمة: 

 يسمح بنقل Urne دوليًا في الحالات التالية: 

  1. موافقة خطيّة من أقرباء المتوفى 

  1. تصريح من بلدية الوفاة 

  1. موافقة من السفارة أو الجهة المستقبِلة 

  1. وسيلة نقل مُعتمدة (بريد خاص أو شحن جوي) 

 لكن: 

  • لا يجوز فتح الوعاء (Urne) أو تغيير محتواه 

  • بعض الدول ترفض استقبال الرماد لأسباب دينية أو ثقافية (مثلاً السعودية ومصر) 

  • لا يُسمح للعائلات بحمل Urne في حقائب السفر كبضائع شخصية في بعض شركات الطيران Shape 

رابعًا: ما الحل في حال وقع الحرق عن غير قصد؟ 

بعض الأسر المسلمة – خاصة من الجيل الثاني – قد تُفاجأ بأن المستشفى أو السلطات قامت بالحرق دون علمهم أو رغماً عنهم. في هذه الحالة: 

  • يجب التواصل فورًا مع جمعية إسلامية أو مجلس فتوى محلي. 

  • يُعذر صاحب المتوفى إن لم يكن له يد في الحرق، وتُقام عليه صلاة الغائب إن أمكن. 

  • يُمنع نقل الرماد إلى مقبرة إسلامية أو دفنه ضمن الشعائر، ولكن يمكن دفنه في مكان مخصص دون صلاة. Shape 

خامسًا: دور الجاليات الإسلامية والوقاية المسبقة 

  • التوصية القانونية بكتابة وصية واضحة بعدم الحرق والطلب بالدفن الإسلامي 
    (مثال: Bestattungsvollmacht mit islamischer Bestattungsform) 

  • التعاقد مع شركات دفن إسلامية مسبقًا 

  • إدخال هذه البنود ضمن التأمين الصحي أو التأمين الخاص بالدفن Shape 

خلاصة 

نقل الرماد (Urne) للميت المسلم ممنوع شرعًا، لأن حرق الجثمان محرّم في الأساس، وبالتالي فإن التعامل مع الرماد لا يُغيّر من الحكم. 
في المقابل، القانون الألماني يتيح الحرق والنقل، لكنه لا يُلزم به، مما يعطي للمسلمين في ألمانيا المجال الكافي للالتزام بأحكامهم الشرعية. 

التخطيط المسبق، والتواصل مع الهيئات الإسلامية، وكتابة وصية واضحة، هو السبيل لتجنّب الوقوع في مواقف لا تُرضي المعتقد الديني بعد الوفاة. Shape  

---------------------------------------
 ـ* يحرص فريق الكتاب والمحررين في موقع  على تقديم معلومات دقيقة من خلال بحث مكثف واطلاع على عدة مصادر عند كتابة المقالات، ومع ذلك قد تظهر بعض الأخطاء أو ترد معلومات غير مؤكدة. لذلك، يُرجى اعتبار المعلومات الواردة في المقالات مرجعية أولية والرجوع دائماً إلى الجهات المختصة للحصول على المعلومات المؤكدة.


مشاركة: