وصية المسلم المقيم بألمانيا كيف تُكتب لتجمع بين BGB والشريعة؟

وصية المسلم المقيم في ألمانيا: كيف تُكتب بما يراعي القانون الألماني (BGB) وأحكام الشريعة الإسلامية؟ 

المسلم المقيم في ألمانيا يواجه تحديًا فريدًا عند كتابة وصيته: كيف يضمن أن تُوزَّع تركته بعد وفاته وفقًا لأحكام القرآن الكريم، دون أن يصطدم ذلك بالقوانين الألمانية، وبخاصةً القانون المدني الألماني (BGB – Bürgerliches Gesetzbuch) الذي لا يعترف تلقائيًا بالمواريث الشرعية؟ 
في هذه المقالة، نوضح كيف يمكن للمسلم أن يكتب وصية شرعية – قانونية معًا، تحفظ حقه الديني، وتُنفَّذ أمام المحاكم الألمانية دون نزاع.
Shape 

أولاً: ما هو الوضع الافتراضي في القانون الألماني؟ 

في غياب وصية مكتوبة: 

  • يُطبَّق قانون الوراثة الألماني (Erbrecht nach BGB). 

  • يُقسَّم الميراث بين الورثة بشكل مدني، دون اعتبار للشرع. 

  • لا يُمكن حرمان الورثة الطبيعيين (مثل الأبناء والزوج/ة) من "نصيبهم الإجباري" (Pflichtteil). 

  • لا يُنفَّذ أي توزيع وفق أحكام الميراث الإسلامي إلا إذا تم التصريح به صراحةً في وصية قانونية. Shape 

 ثانيًا: هل يسمح القانون الألماني بالوصايا الإسلامية؟ 

نعم. القانون الألماني يسمح بحرية التصرّف في جزء من التركة عبر وصية، بشرط: 

  • ألا تُخالف النظام العام (Ordnung der öffentlichen Rechtsordnung) 

  • ألا تنتهك الحقوق المحمية مثل "النصيب الإجباري" 

 وبذلك، يستطيع المسلم أن يُقرّ في وصيته تطبيق تقسيم التركة وفق الشريعة الإسلامية، شرط أن: 

  • لا يتجاوز التصرف نسبة 25% من إجمالي التركة دون إذن الورثة 
    (لأن القانون يحمي Pflichtteil). 

  • يتم كتابة الوصية بشكل قانوني مع ذكر الخلفية الدينية صراحة. Shape 

 ثالثًا: كيف تُكتب وصية شرعية قابلة للتنفيذ في ألمانيا؟ 

النموذج الأساسي لوصية المسلم (نص مقترح): 

بسم الله الرحمن الرحيم 

أنا الموقع أدناه: 
[الاسم الكامل]، المولود بتاريخ [تاريخ الميلاد]، والمقيم في [العنوان الكامل]، 
أوصي وأنا بكامل قواي العقلية بما يلي: 

  1. أرغب بأن يتم توزيع تركتي بعد وفاتي وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية (الفقه السني / الجعفري)، وحسب الأنصبة الشرعية المذكورة في القرآن الكريم. 

  1. أعلم أن القانون الألماني لا يطبّق هذا التوزيع تلقائيًا، ولذلك أوصي بذلك صراحةً وأطلب من ورثتي احترام هذه الرغبة. 

  1. أُعيّن السيد/السيدة [اسم المنفّذ – إن وُجد] ليكون/تكون منفّذًا لوصيتي (Testamentsvollstrecker). 

  1. أطلب احترام شعائري الدينية في الدفن، وأن يتم دفني وفقًا للتعاليم الإسلامية وفي مقبرة للمسلمين إن أمكن. 

هذه الوصية أُعدّت بإرادتي الحرة، وتمت كتابتها بتاريخ [تاريخ اليوم]. 

توقيع: _____________ Shape 

 رابعًا: ما الشكل القانوني المعترف به للوصية؟ 

وفق § 2247 BGB: 

  • يمكن كتابة الوصية بخط اليد بالكامل (nicht getippt!) 

  • يجب توقيعها بالاسم الكامل 

  • يُفضَّل ذكر المكان والتاريخ 

  • لا تحتاج إلى شهود (لكن يُستحسن وجودهم) 

  • يُفضّل توثيقها رسميًا عبر كاتب عدل (Notar) لضمان التنفيذ أمام المحاكم Shape 

 خامسًا: توصيات شرعية وعملية 

  1. أخبر ورثتك مقدمًا بمحتوى وصيتك لتجنّب الخلافات. 

  1. لا تنسَ الحقوق الإلزامية مثل ديون الدولة، الضرائب، أو النفقة المتأخرة. 

  1. يمكن تعيين لجنة إسلامية أو إمام كمستشار شرعي إذا اختلف الورثة. 

  1. لا تنسَ وصية الدفن في نفس الوثيقة أو في وثيقة مستقلة (Bestattungsverfügung). Shape 

 سادسًا: هل يمكن تطبيق كل المواريث الشرعية دون استثناء؟ 

 لا. هناك حالات تصطدم بالنظام المدني مثل: 

  • حرمان بعض الأبناء 

  • منع الزوجة من الميراث كاملاً 

  • توزيع غير متساوٍ بين الأولاد (كالذكر مثل حظ الأنثيين) 

 لذلك يُوصى بـ: 
طلب موافقة الورثة بعد الوفاة على تطبيق كامل القسمة الشرعية طوعًا، لتجاوز القيود القانونية.
Shape 

خلاصة 

وصية المسلم في ألمانيا ليست مجرد ورقة، بل هي صك شرعي وقانوني يحفظ الدين ويحترم النظام. من خلال كتابة وصية بخط اليد أو توثيقها لدى كاتب عدل، مع صياغة ذكية تراعي الشريعة والقانون، يمكن لكل مسلم أن يضمن دفنه وفق الإسلام، وتقسيم ماله كما أمر الله – دون صدام مع النظام الألماني. Shape  

---------------------------------------
 ـ* يحرص فريق الكتاب والمحررين في موقع  على تقديم معلومات دقيقة من خلال بحث مكثف واطلاع على عدة مصادر عند كتابة المقالات، ومع ذلك قد تظهر بعض الأخطاء أو ترد معلومات غير مؤكدة. لذلك، يُرجى اعتبار المعلومات الواردة في المقالات مرجعية أولية والرجوع دائماً إلى الجهات المختصة للحصول على المعلومات المؤكدة.


مشاركة: