بطاقة تبرع الأعضاء هل تؤثر على الدفن الإسلامي؟

نعم، بطاقة التبرع بالأعضاء (Organspendeausweis) قد تؤثر على ترتيبات الدفن الإسلامي في ألمانيا، خاصة فيما يتعلق بسرعة الدفن واحترام الجسد، وهي نقطة حساسة ينبغي فهمها بدقة من منظور فقهي وقانوني وعملي. 

 هل تؤثر بطاقة التبرع على الدفن الإسلامي؟ 

 نعم، تؤثر من عدة نواحٍ: 

1. تأخير الدفن 

إذا كان الشخص يحمل بطاقة تفيد بموافقته على التبرع، فإن الأطباء سيُجرون عملية استئصال الأعضاء (مثل الكبد، الكليتين، القلب...) قبل تسليم الجثمان للعائلة أو شركة الدفن. 

وهذا يتطلب: 

  • فحوصات إضافية 

  • تحضير طبي معقد 

  • تنسيق مع مركز زراعة الأعضاء 
     مما يؤدي غالبًا إلى تأخير الدفن 24–48 ساعة على الأقل 

 وهذا يتعارض مع الرغبة الإسلامية بدفن المتوفى في أسرع وقت ممكن (يفضّل خلال يوم الوفاة أو اليوم التالي كحد أقصى).  

2. إجراء تدخلات في الجسد 

عملية التبرع تشمل: 

  • فتح الصدر أو البطن 

  • نزع أعضاء داخلية 

  • خياطة الجسد بعد الجراحة 

وحتى لو تم ذلك باحترام طبي، فإن الجسد لا يعود كما كان، وهو أمر يراه بعض الفقهاء إخلالًا بحرمة الميت، وقد يُرفض دفنه شرعيًا في بعض المقابر الإسلامية إذا لم يتم التأكد من اكتمال الجثمان.  

3. صعوبة النقل الدولي 

إذا كان التبرع بالأعضاء قد تم فعلاً، فإن: 

  • إصدار Leichenpass (تصريح الترحيل) قد يتأخر 

  • بعض الدول ترفض استقبال جثامين تم التبرع بأعضائها 

  • وقد تتطلب السفارات إقرارات إضافية أو تقريرًا طبيًا خاصًا  

 هل يمنع ذلك الدفن الإسلامي بالكامل؟ 

 لا، لكنه قد يُعقّد الأمور: 

  • الجثمان يُدفن بشكل طبيعي بعد الجراحة، ولا تمنع القوانين الإسلامية العامة دفن الشخص المتبرع في مقبرة إسلامية 

  • لكن بعض الجمعيات الإسلامية ترفض دفن متبرع بالأعضاء إذا لم يكن واضحًا أن ذلك تم برغبة حرة ومتوافقة مع الشريعة  

 ما الحل؟ ماذا يُنصح المسلم المقيم في ألمانيا أن يفعل؟ 

التوصية 

السبب 

حمل بطاقة ترفض التبرع بالأعضاء 

لحماية حرمة الجسد وتسريع إجراءات الدفن 

توثيق الرفض في الوصية الطبية 

حتى لا يقرّر الأطباء أو الأقارب دون علم بالرغبة الدينية 

إبلاغ العائلة بشكل صريح 

كي لا يُفاجَؤوا بسؤال المستشفى بعد الوفاة 

التعاون مع شركة دفن إسلامية من البداية 

لأنهم يعرفون كيف يتصرفون بسرعة ويمنعون التدخلات الجراحية 

 مثال لعبارة مكتوبة للرفض: 

بالألمانية: 

Aus religiösen Gründen lehne ich jede Organspende ab.“ 
(لأسباب دينية، أرفض أي تبرع بالأعضاء) 

وبالعربية: 

"أرفض التبرع بأي عضو من جسدي بعد الوفاة، التزامًا بأحكام الشريعة الإسلامية"  

 خلاصة 

بطاقة التبرع بالأعضاء لا تمنع الدفن الإسلامي، لكنها قد: 

  • تؤخره 

  • تُغيّر من حال الجثمان 

  • تُصعّب الترحيل أو دفنه في مقابر إسلامية محددة 

لذلك، يُنصح كل مسلم في ألمانيا أن يُحدد موقفه من الآن كتابةً وشفويًا، وأن يُنسّق مع عائلته وشركة دفن إسلامية تحفظ له كرامته بعد الوفاة. 

---------------------------------------
 ـ* يحرص فريق الكتاب والمحررين في موقع  على تقديم معلومات دقيقة من خلال بحث مكثف واطلاع على عدة مصادر عند كتابة المقالات، ومع ذلك قد تظهر بعض الأخطاء أو ترد معلومات غير مؤكدة. لذلك، يُرجى اعتبار المعلومات الواردة في المقالات مرجعية أولية والرجوع دائماً إلى الجهات المختصة للحصول على المعلومات المؤكدة.


مشاركة: