حقوق الزوجين بعد الطلاق في القانون الألماني
ما الذي يحق لكل طرف؟ من النفقة إلى الحضانة والممتلكات
في ألمانيا، لا يتوقف دور القضاء بعد النطق بحكم الطلاق (Scheidung)، بل تبدأ مرحلة لا تقل أهمية: تحديد حقوق وواجبات كل من الزوجين بعد الانفصال.
القانون الألماني ينظّم هذه الحقوق بدقة لضمان العدالة، خصوصًا إذا كان هناك أطفال، اختلاف في الوضع المالي، أو أملاك مشتركة.
في هذه المقالة، نستعرض حقوق الزوجين بعد الطلاق في ألمانيا حسب القانون المدني الألماني (BGB – Bürgerliches Gesetzbuch)، مع التركيز على النفقة، المسكن، الحضانة، التقاعد، والإقامة القانونية.
1. النفقة (Unterhalt)
أ. نفقة الأطفال (Kindesunterhalt)
تُدفع من الطرف غير الحاضن إلى الطرف الذي يعيش معه الطفل
إلزامية حتى بلوغ الطفل 18 عامًا (وأحيانًا بعد ذلك إذا كان لا يزال في التعليم أو التدريب)
يتم تحديد المبلغ حسب جدول Düsseldorf (Düsseldorfer Tabelle) الذي يأخذ في الاعتبار دخل الطرف المُلزَم
ب. نفقة الزوج/الزوجة (nachehelicher Unterhalt)
ليست تلقائية، بل تُمنح في حالات معينة فقط، منها:
إذا كان أحد الزوجين غير قادر على العمل (بسبب المرض أو العمر)
إذا كان يرعى أطفالًا صغارًا
إذا كان هناك فرق كبير في الدخل ولم تكن هناك فرصة لتعويضه سريعًا بعد الطلاق
عادةً ما تكون محددة المدة، ولا تُمنح مدى الحياة إلا في ظروف استثنائية
2. السكن المشترك (Wohnrecht)
إذا كان السكن مستأجرًا باسم الطرفين، يمكن لأحدهما طلب الحق في الاستمرار بالسكن
إذا كان مملوكًا، يتم الاتفاق أو الفصل فيه قضائيًا
الأفضلية تُعطى للطرف الذي يرعى الأطفال أو لا يملك مسكنًا بديلاً
3. تقسيم الممتلكات (Vermögensaufteilung)
في ألمانيا، يخضع الزواج – ما لم يتم عقد "زواج مال منفصل" – لنظام:
Zugewinngemeinschaft (تقاسم الربح)
أي: كل ما تم اكتسابه خلال الزواج يُقسّم بين الطرفين
أما الممتلكات التي كانت ملكًا لأحد الطرفين قبل الزواج، فلا تدخل ضمن التقسيم
يُحسب الفرق في "الثروة الصافية" للطرفين بين بداية الزواج ويوم تقديم طلب الطلاق، ثم يُعوض الطرف الأضعف
️ 4. تقاسم حقوق التقاعد (Versorgungsausgleich)
يُعد من الإجراءات الإلزامية أثناء الطلاق
يتم تقسيم حقوق التقاعد المكتسبة خلال فترة الزواج بالتساوي
يشمل ذلك:
تأمين التقاعد القانوني (gesetzliche Rentenversicherung)
التأمينات الخاصة أو المهنية (z. B. Betriebsrenten)
هذا التقسيم يُنفذ تلقائيًا عن طريق المحكمة، حتى لو لم يطالب به أحد.
5. حقوق الحضانة ورؤية الأطفال (Sorgerecht und Umgangsrecht)
الحضانة تبقى مشتركة تلقائيًا بعد الطلاق، إلا إذا صدر قرار قضائي بتعديلها
لا يمكن لأحد الطرفين السفر بالطفل إلى الخارج أو تغييره مدرسته دون موافقة الطرف الآخر
الطرف الذي لا يعيش معه الطفل، يملك حق الرؤية (Umgangsrecht)
– وغالبًا يكون بزيارات منتظمة كل أسبوعين + أعياد وأجازات بالتناوب
6. الوضع القانوني والإقامة (bei binationalen Ehen)
في حال كان أحد الطرفين أجنبيًا:
إذا كانت الإقامة قائمة فقط على الزواج (z. B. لمّ شمل)، قد تُراجع دائرة الأجانب وضع الإقامة بعد الطلاق
تبقى الإقامة محفوظة غالبًا إذا:
استمر الزواج أكثر من 3 سنوات
أو كان هناك أطفال مشتركين يقيمون في ألمانيا
أو أثبت الطرف الأجنبي اندماجًا قويًا (مثل وظيفة، لغة، اندماج مجتمعي)
7. الديون والالتزامات
الديون المشتركة تبقى مسؤولية الطرفين إذا وُقِّعت من كليهما
القروض أو التزامات أحد الزوجين لا تلزم الآخر إلا في حال التوقيع المشترك
في حال الطلاق، يمكن الاتفاق على تقسيم السداد أو التفاوض مع البنوك
خلاصة الحقوق بعد الطلاق:
المجال |
الحق القانوني |
النفقة |
للأطفال دائمًا، وللزوج/ة بشروط |
السكن |
يمكن لطرف البقاء في المسكن بقرار قضائي |
الممتلكات |
تقسيم الربح المكتسب خلال الزواج |
التقاعد |
تقاسم الحقوق التقاعدية تلقائيًا |
الحضانة والرؤية |
حضانة مشتركة وحق زيارة منتظم |
الإقامة |
تبقى بشروط إذا كانت قائمة على الزواج |
الديون |
يُقسم ما تم التوقيع عليه معًا فقط |
مصطلحات قانونية مهمة:
المصطلح |
المعنى |
Zugewinngemeinschaft |
نظام تقاسم الربح المالي |
Versorgungsausgleich |
تقاسم التقاعد |
Kindesunterhalt |
نفقة الطفل |
Ehegattenunterhalt |
نفقة الزوج/ة |
Sorgerecht |
الحضانة |
Umgangsrecht |
حق الزيارة |
Wohnrecht |
حق السكن |
Aufenthaltsrecht |
حق الإقامة |
خاتمة:
يحفظ القانون الألماني حقوق الزوجين بعد الطلاق بطريقة عادلة ومنظمة، سواء تعلّق الأمر بالأموال، الأطفال، أو الإقامة. يُنصح دائمًا باستشارة محامٍ مختص لضمان الحقوق، خصوصًا في حالات الزواج المختلط أو وجود أطفال قاصرين.
---------------------------------------
ـ* يحرص فريق الكتاب والمحررين في موقع على تقديم معلومات دقيقة من خلال بحث مكثف واطلاع على عدة مصادر عند كتابة المقالات، ومع ذلك قد تظهر بعض الأخطاء أو ترد معلومات غير مؤكدة. لذلك، يُرجى اعتبار المعلومات الواردة في المقالات مرجعية أولية والرجوع دائماً إلى الجهات المختصة للحصول على المعلومات المؤكدة.