هل تُخصَم الزكاة المستحقة من التركة قبل التوزيع؟

نعم، يُخصم مقدار الزكاة المستحقة من التركة قبل توزيعها، وهذا الحكم ثابت فقهيًا في الشريعة الإسلامية، ويُعدّ من الديون الواجبة على الميت، مثله مثل الديون القانونية والقضائية الأخرى. 

دعنا نشرح الموضوع بدقة، مع ربطه بالواقع القانوني في ألمانيا: Shape 

 أولاً: ما موقف الشريعة من الزكاة المتراكمة في ذمة المتوفّى؟ 

في الفقه الإسلامي، تُقسَّم التركة وفق الترتيب التالي: 

  1. نفقات التجهيز والدفن الشرعي 

  1. الديون (سواء كانت للناس أو لله، ومنها الزكاة) 

  1. الوصايا (بحد أقصى الثلث) 

  1. ثم الإرث حسب الفرائض 

 وعليه، إذا كان على المتوفّى زكاة لم تُدفع (زكاة مال، ذهب، تجارة…)، فهي تُعتبر دينًا شرعيًا يُخصم من التركة قبل قسمتها على الورثة. Shape 

 ثانيًا: ما مقدار الزكاة التي تُخصم؟ 

يُحسب ذلك بناءً على: 

  • عدد السنوات التي لم تُخرج فيها الزكاة 

  • مقدار المال الخاضع للزكاة (إن وُجد نصاب) 

  • نسبة الزكاة (عادةً 2.5% سنويًا على المال النقدي والذهب والسلع المعدّة للبيع) 

مثال فقهي: 

شخص توفّي وكان يملك في السنوات الأخيرة من عمره مبلغًا ماليًا يزيد عن النصاب (مثلاً 10,000 يورو سنويًا لمدة 5 سنوات) ولم يُخرج زكاة. 
تُخصم 2.5% من هذا المبلغ لكل سنة، أي: 
10,000 × 2.5% × 5 سنوات = 1,250 يورو زكاة متراكمة 
يجب خصمها من التركة قبل توزيع الإرث.
Shape 

 ثالثًا: كيف يُطبّق هذا الأمر قانونيًا في ألمانيا؟ 

القانون الألماني (BGB) لا يعترف بالزكاة كديْن قانوني إلزامي، ولكنه لا يمنع الورثة من تنفيذ الالتزامات الدينية طوعًا، إذا: 

  • وافق جميع الورثة على الخصم 

  • أو تم ذكر الزكاة صراحةً في وصية المتوفى 

  • أو أقسم أحد الورثة (الوصي مثلًا) بأنه يعلم أن المتوفى كان ينوي دفع الزكاة 

 نصيحة مهمة: 
لتجنب النزاعات بين الورثة في ألمانيا، يُستحسن أن يُوثق المتوفى في حياته نيته بإخراج الزكاة المتأخرة ضمن وصيته (Testament) أو رسالة خاصة.
Shape 

 رابعًا: هل يحق للورثة رفض خصم الزكاة؟ 

  • من الناحية الشرعية: لا يجوز 

  • من الناحية القانونية الألمانية: نعم، إذا لم تكن الزكاة موثّقة كديْن ولم يُجمع الورثة على دفعها، يمكنهم رفض ذلك 

وهنا يظهر التباين بين القانون المدني والفقه الإسلامي. Shape 

 خلاصة 

نعم، تُخصم الزكاة المستحقة من التركة قبل توزيعها شرعًا، وتُعدّ من الديون الواجبة. 
لكن في ألمانيا، لا تُنفَّذ تلقائيًا قانونيًا، بل تتوقف على: 

  • وجود وصية موثقة 

  • أو موافقة الورثة 

  • أو إثبات نية المتوفى 

لهذا يُنصح المسلمون في ألمانيا بتوثيق هذه الحقوق الدينية كتابيًا ضمن وصيتهم الرسمية لتجنّب النزاع وضياع الحقوق. Shape  

---------------------------------------
 ـ* يحرص فريق الكتاب والمحررين في موقع  على تقديم معلومات دقيقة من خلال بحث مكثف واطلاع على عدة مصادر عند كتابة المقالات، ومع ذلك قد تظهر بعض الأخطاء أو ترد معلومات غير مؤكدة. لذلك، يُرجى اعتبار المعلومات الواردة في المقالات مرجعية أولية والرجوع دائماً إلى الجهات المختصة للحصول على المعلومات المؤكدة.


Teilen: