توزيع حصص مشروع عقاري قيد الإنشاء على الورثة

 

توزيع حصص مشروع عقاري قيد الإنشاء على الورثة في ألمانيا 

الاعتبارات القانونية والشرعية في تركة لم تكتمل ملكيتها 

عندما يتوفى شخص في ألمانيا وكان يمتلك حصة في مشروع عقاري لم يكتمل بناؤه بعد، فإن هذا الوضع يُثير العديد من التساؤلات القانونية والشرعية. 
هل يُعد هذا العقار جزءًا من التركة رغم أنه لم يُسجَّل رسميًا بعد؟ 
وكيف يُوزَّع بين الورثة؟ 
وهل يُمكن أن يُحرم بعض الورثة من حقهم في حال وجود تعقيدات في العقود أو التمويل البنكي؟ 

في هذه المقالة نُسلّط الضوء على هذه الإشكاليات بالتفصيل، مستندين إلى القانون المدني الألماني (BGB)، ومبادئ الشريعة الإسلامية كما تطبقها العائلات المسلمة المقيمة في ألمانيا. Shape 

 أولاً: هل المشروع العقاري غير المُنجز يدخل ضمن التركة؟ 

نعم، كل الحقوق المالية والعينية التي كان يملكها المتوفى تُعتبر جزءًا من التركة وفق § 1922 BGB، بما في ذلك: 

  • عقد شراء وحدة عقارية قيد الإنشاء. 

  • الأقساط المدفوعة. 

  • الحقوق التعاقدية ضد البائع أو المطوّر. 

  • الالتزامات التمويلية أو القروض البنكية المتعلقة بالمشروع. 

وبالتالي، فإن الحصة العقارية المُشتراة (ولو لم تكتمل) تُنقل قانونًا إلى الورثة، مع كل ما يتبعها من حقوق وديون. Shape 

 ثانياً: خطوات نقل الحصة العقارية إلى الورثة 

1. تحديد الوضع التعاقدي 

  • مراجعة عقد الشراء (Kaufvertrag mit Bauträger). 

  • تحديد ما إذا كان المتوفى قد وقّع العقد شخصيًا أم بالشراكة. 

  • التحقق من التزامات السداد المتبقية. 

2. إخطار المطوّر العقاري أو شركة البناء 

  • يُقدّم الورثة شهادة الوفاة (Sterbeurkunde). 

  • وإثبات الإرث (Erbschein أو وصية موثقة). 

  • ويطلبون نقل العقد إليهم كخلفاء قانونيين. 

3. إخطار مكتب السجل العقاري (Grundbuchamt) 

  • إذا كانت هناك حصة مسجلة باسم المتوفى (z. B. أرض فقط)، يجب تسجيل الورثة كملاك جدد (Erben als Eigentümer). 

4. إدارة التمويل البنكي 

  • إذا كان هناك قرض تمويلي، يتعين على الورثة اتخاذ قرار: 

  • مواصلة سداد القرض، أو 

  • فسخ التمويل إن أمكن. 

  • بعض العقود تحتوي على تأمين يغطي القرض في حال الوفاة (Restschuldversicherung). Shape 

 ثالثًا: كيفية التوزيع بين الورثة 

 حسب القانون الألماني: 

  • الورثة يتملكون العقار (أو الحصة العقارية) بشكل جماعي (Erbengemeinschaft). 

  • لا يُمكن لأي وريث بيع حصته دون موافقة البقية. 

  • يحق لهم: 

  • بيع المشروع قبل اكتماله وتقسيم العائد. 

  • مواصلة المشروع ثم البيع أو الاستخدام. 

  • تقسيم الحصص لاحقًا بعد الاكتمال (Teilungsversteigerung أو notarielle Aufteilung). 

من منظور الشريعة الإسلامية: 

  • يتم احتساب قيمة الحصة العقارية في وقت الوفاة (حتى لو لم تكتمل). 

  • تُوزّع وفق قواعد الفرائض الشرعية (الزوج/الزوجة، الأولاد، البنات...). 

  • يُراعى عند التقسيم: 

  • تحديد مبلغ الأقساط المدفوعة والمتبقية. 

  • اقتطاع الديون أو الالتزامات من التركة أولًا. Shape 

 رابعًا: ما المخاطر التي يجب الانتباه لها؟ 

الخطر 

كيف يتم التعامل معه 

تأخّر المشروع أو إفلاسه 

يمكن رفع دعوى أو طلب حماية حقوق الورثة 

عدم وجود تمويل كافٍ 

يُباع الحق في المشروع أو يُنسَّق مع البنك 

نزاع بين الورثة 

يُنصح باللجوء إلى موثق (Notar) أو محامٍ مختص في قضايا التركة 

اختلاف الشرع والقانون 

تُعتمد قسمة شرعية داخلية، وتُوثّق اتفاقيًا عند الموثق 

Shape  حالة خاصة: الشراكة في المشروع 

إذا كان المتوفى شريكًا مع طرف آخر في المشروع (z. B. شريك في مشروع استثماري): 

  • تنتقل حصته النسبية فقط إلى الورثة. 

  • لا يمكنهم فرض تصرف على كامل المشروع. 

  • يُطلب منهم الالتزام بشروط الشراكة الأصلية. Shape 

 الخلاصة 

الحصة العقارية في مشروع قيد الإنشاء تُعد جزءًا من التركة الشرعية والقانونية، ويجري التعامل معها بموجب القانون المدني الألماني، مع إمكانية توثيق توزيعها بحسب قواعد المواريث الإسلامية. 
ينبغي للورثة اتخاذ إجراءات قانونية دقيقة: من إخطار الجهات المختصة، إلى تقييم الوضع المالي، ثم الاتفاق على إدارة المشروع أو التصرّف فيه. 
وجود محامٍ أو موثق خبير في شؤون الإرث العقاري يُعد ضمانًا لتفادي النزاعات والتأخيرات، وخاصة في حالة التداخل بين الشريعة والقانون الألماني.
 

---------------------------------------
 ـ* يحرص فريق الكتاب والمحررين في موقع  على تقديم معلومات دقيقة من خلال بحث مكثف واطلاع على عدة مصادر عند كتابة المقالات، ومع ذلك قد تظهر بعض الأخطاء أو ترد معلومات غير مؤكدة. لذلك، يُرجى اعتبار المعلومات الواردة في المقالات مرجعية أولية والرجوع دائماً إلى الجهات المختصة للحصول على المعلومات المؤكدة.


Teilen: