نفقة العِدّة للأرامل في ألمانيا:
بين أحكام الشريعة الإسلامية والإطار القانوني الألماني
في حال وفاة الزوج، تُلزِم الشريعة الإسلامية الزوجة بعدّة محددة (مدة انتظار) تُقدّر غالبًا بـ أربعة أشهر وعشرة أيام، ويُعدّ من حقوقها فيها أن تُؤمَّن لها نفقة العِدّة. لكن كيف يُنظر إلى هذه النفقة في النظام القانوني الألماني؟ وهل يمكن صرفها؟ وما الموقف القانوني من التزام الورثة بها؟
ما المقصود بنفقة العِدّة شرعًا؟
في الفقه الإسلامي، تُعتبر نفقة العِدّة حقاً مالياً للأرملة يُصرف من تركة الزوج المتوفى لتغطية احتياجاتها خلال فترة العِدّة، مثل:
السكن (إيجار أو قيمة سكن)
الطعام والملبس
المصاريف اليومية
ويجب على الورثة (قبل تقسيم التركة) أن يُخرجوا هذه النفقة أولًا، باعتبارها دينًا على التركة.
هل يُعترف بنفقة العدة في القانون الألماني؟
القانون الألماني (BGB – Bürgerliches Gesetzbuch) لا ينص صراحة على نفقة العدة، لأنّ الأحكام الدينية لا تُعد ملزمة قانونًا ما لم تندمج ضمن نظام قانوني معترف به.
ومع ذلك، توجد استثناءات مهمة:
1. عند وجود وصية أو اتفاق مسبق:
إذا أوصى المتوفى بذلك (z.B. im Testament) أو نظّمه في وصية إسلامية، فقد يُنفَّذ ذلك باعتباره التزاماً إرادياً، وليس حقاً قانونياً تلقائيًا.
2. عند طلب التوزيع الشرعي للتركة أمام محكمة ألمانية:
يمكن للأرملة أن تُبرّر النفقة كجزء من ديون التركة (Nachlassverbindlichkeit) إذا أُرفقت بوثائق فقهية مترجمة وشهادة شرعية موثقة.
هل يجوز للورثة دفع نفقة العدة من التركة؟
نعم، شريطة:
عدم تقسيم التركة بعد.
وجود اتفاق داخلي بين الورثة أو وثيقة دينية/وصية تحدد الحقوق المالية.
عدم تعارض ذلك مع القانون المدني الألماني، خصوصًا عند وجود ورثة غير مسلمين.
في حالة عدم اعتراض الورثة، يُعتبر الدفع جائزة قانونًا باعتبارها نفقات شرعية خاصة ضمن Verfügung über den Nachlass (التصرف في التركة).
هل تحصل الأرملة على مساعدات مالية من الدولة خلال العدة؟
إذا كانت غير عاملة وليس لديها مصدر دخل، يمكنها:
التقدّم بطلب Sozialhilfe (مساعدات اجتماعية) أو Bürgergeld.
الجمع مؤقتًا مع Witwenrente (معاش الأرملة) بعد صدوره من Deutsche Rentenversicherung.
وفي حال وجود أموال متجمدة في التركة، لا تُحتسب كمصدر دخل مباشر حتى يتم التصرف فيها قانونيًا.
الموقف الفقهي والقانوني من استخدام أموال العدة في ألمانيا
الجانب |
الرأي |
شرعي |
تُصرف من التركة قبل القسمة وتُعتبر دينًا |
قانوني ألماني |
ليست إلزامًا قانونيًا، لكن يُمكن تنفيذها باتفاق أو وصية |
عند التعارض مع الورثة |
يمكن الرجوع للقضاء المدني، مع إثبات شرعية الطلب ووثائقه |
خلاصة
نفقة العدة حقٌّ شرعي للأرملة، لكنّ القانون الألماني لا يمنحها طابع الإلزام التلقائي.
الوسيلة الآمنة لضمانها هي:
الوصية المسبقة من الزوج المتوفى
اتفاق الورثة الداخلي
دعمها بوثائق شرعية موثقة تُبرِّر الصرف من التركة
---------------------------------------
ـ* يحرص فريق الكتاب والمحررين في موقع على تقديم معلومات دقيقة من خلال بحث مكثف واطلاع على عدة مصادر عند كتابة المقالات، ومع ذلك قد تظهر بعض الأخطاء أو ترد معلومات غير مؤكدة. لذلك، يُرجى اعتبار المعلومات الواردة في المقالات مرجعية أولية والرجوع دائماً إلى الجهات المختصة للحصول على المعلومات المؤكدة.