نفقة الأطفال بعد الانفصال في ألمانيا: دليلك الكامل لفهم الحقوق والواجبات
مقدمة
بعد الانفصال أو الطلاق في ألمانيا، يظل الأطفال في قلب اهتمام القانون، حيث يُمنحون حماية خاصة لضمان استقرارهم المالي والنفسي. من أبرز الوسائل لتحقيق هذا الهدف: نفقة الأطفال، أو ما يُعرف بالألمانية بـ Kindesunterhalt. هذه النفقة تُعتبر إلزامية وتخضع لتنظيم قانوني دقيق. في هذا المقال، نستعرض كل ما يجب معرفته حول هذا الموضوع بشكل مبسّط وشامل.
ما هي نفقة الأطفال في ألمانيا؟
هي مبلغ مالي يُلزم القانون أحد الوالدين (غالبًا الذي لا يعيش معه الطفل) بدفعه لتغطية نفقات معيشة الطفل، مثل:
الطعام والملبس
السكن والمصاريف المدرسية
الرعاية الصحية
الترفيه والنشاطات التربوية
من المُلزَم بدفع النفقة؟
عادةً: الطرف الذي لا يعيش معه الطفل بشكل دائم
أما الطرف الذي يعيش معه الطفل، فيُعدّ أنه يُسهم بنفقته من خلال الرعاية اليومية (Naturalunterhalt)
ما الإطار القانوني المنظّم؟
يتم تنظيم نفقة الأطفال بموجب:
§ 1601 – § 1615 BGB (القانون المدني الألماني)
ويُطبق أيضًا جدول ديسلدورف (Düsseldorfer Tabelle) لحساب المبالغ
ما هو جدول ديسلدورف؟
هو دليل إرشادي معتمد على مستوى ألمانيا، تصدره محكمة الأسرة العليا في Düsseldorf، ويُستخدم لتحديد مبلغ النفقة وفقًا لـ:
العامل |
الشرح |
دخل الوالد المُلزَم بالنفقة |
صافي الراتب الشهري |
عمر الطفل |
مقسم إلى فئات: (0–5)، (6–11)، (12–17)، و18+ |
عدد الأطفال الآخرين |
لتحديد خصومات محتملة |
ملاحظة: الأرقام في الجدول تُحدّث سنويًا، وآخر تحديث في 2024.
مثال توضيحي من جدول ديسلدورف
دخل الأب الصافي: 2,500 يورو
عمر الطفل: 7 سنوات
النفقة الشهرية: نحو 502 يورو
(قابلة للتعديل بعد خصم مخصصات الطفل – Kindergeld)
ماذا عن الطفل الذي بلغ 18 عامًا؟
إذا كان يعيش مع أحد الأبوين ويكمل دراسته أو تدريبه، تبقى النفقة مستحقة
تُحسب على أساس الاحتياجات الكاملة للبالغ (حوالي 930 يورو شهريًا في 2024)
يُطلب من الطرفين (الأب والأم) المساهمة بنسبة مئوية من دخلهم
هل تُخصم إعانة الطفل (Kindergeld) من النفقة؟
نعم.
يحصل أحد الأبوين على Kindergeld (عادة من يعيش معه الطفل)
ويُخصم نصف مبلغ Kindergeld من نفقة الطفل
مثال: Kindergeld = 250 يورو → تخصم 125 يورو من النفقة
كم يستمر دفع النفقة؟
حتى يتمكن الطفل من إعالة نفسه ماليًا، ويشمل ذلك الحالات التالية:
الحالة |
هل تستمر النفقة؟ |
طالب مدرسة |
نعم |
تدريب مهني (Ausbildung) |
نعم |
دراسة جامعية |
نعم، بشرط عدم الانقطاع الطويل |
بطالة بعد سن 18 |
لا، في الغالب |
متى يمكن وقف دفع النفقة؟
إذا حصل الطفل على دخل كافٍ بنفسه (مثل راتب من تدريب مهني)
إذا بلغ سن 18 ولم يتابع التعليم أو العمل بجدية
إذا انقطع عن الدراسة دون سبب مشروع
في حالات نادرة: سوء سلوك شديد من الطفل تجاه الوالد المُلزَم بالنفقة
كيف يتم تقديم طلب النفقة؟
بشكل ودي بين الطرفين، عبر اتفاق خطي
أو من خلال Jugendamt (مكتب رعاية الشباب) الذي يصدر إثبات نفقة رسميًا (Unterhaltstitel)
وإذا لم يحصل توافق، يمكن اللجوء إلى محكمة الأسرة (Familiengericht)
ماذا لو رفض الطرف دفع النفقة؟
يمكن التقدّم بطلب تنفيذ (Zwangsvollstreckung)
يُسمح بالحجز على الراتب أو الحساب البنكي
يمكن تحميل الطرف الرافض غرامات قانونية أو إدراجه في سجل SCHUFA
هل يمكن الاتفاق على تخفيض النفقة؟
نعم، لكن يجب أن يكون:
مكتوبًا وموثّقًا رسميًا
أو بموافقة Jugendamt أو المحكمة
ويُلغى تلقائيًا إذا تضررت مصلحة الطفل
مصطلحات مهمة
الألمانية |
الترجمة |
Kindesunterhalt |
نفقة الطفل |
Naturalunterhalt |
نفقة طبيعية (رعاية مباشرة) |
Barunterhalt |
نفقة نقدية |
Unterhaltspflicht |
الالتزام بالنفقة |
Düsseldorfer Tabelle |
جدول حساب النفقة |
Kindergeld |
إعانة الطفل |
Jugendamt |
مكتب رعاية الشباب |
Unterhaltstitel |
إثبات رسمي للنفقة |
خلاصة
السؤال |
الجواب |
هل النفقة إلزامية؟ |
نعم |
من يدفع؟ |
الطرف غير الحاضن |
هل تختلف باختلاف الدخل؟ |
نعم، وفق جدول ديسلدورف |
هل يمكن تعديلها؟ |
نعم، في حال تغيّر الوضع المالي |
كم تستمر؟ |
حتى الاستقلال المالي للطفل |
خاتمة
نفقة الأطفال بعد الانفصال ليست فقط التزامًا قانونيًا، بل واجب أخلاقي يهدف لضمان استقرار الطفل رغم تغيّر وضع الأسرة. القانون الألماني يوازن بين قدرة الوالدين وحاجة الطفل، ويوفر آليات واضحة لضمان تنفيذ هذا الحق. من المهم للطرفين التصرّف بمسؤولية والعمل على تسوية الأمر وديًا إن أمكن، لأن مصلحة الطفل تبقى فوق كل اعتبار.
---------------------------------------
ـ* يحرص فريق الكتاب والمحررين في موقع على تقديم معلومات دقيقة من خلال بحث مكثف واطلاع على عدة مصادر عند كتابة المقالات، ومع ذلك قد تظهر بعض الأخطاء أو ترد معلومات غير مؤكدة. لذلك، يُرجى اعتبار المعلومات الواردة في المقالات مرجعية أولية والرجوع دائماً إلى الجهات المختصة للحصول على المعلومات المؤكدة.