لماذا تعتبر زيارة البلد الأصلي خطرًا قانونيًا؟
السبب الجوهري الذي يمنح الشخص اللجوء أو الحماية في ألمانيا هو وجود خطر عليه في بلده الأصلي (اضطهاد، حرب، تعذيب... إلخ). إذا عاد هذا الشخص طوعًا إلى نفس البلد، فهذا ينقض جوهر ادعائه ويُفهم قانونيًا على النحو التالي:
- لم يعد هناك خطر.
- تم تضليل السلطات الألمانية.
- ربما تم الحصول على الحماية عبر معلومات غير صحيحة.
ما الذي تنص عليه القوانين الألمانية؟
وفقًا لقانون الإقامة الألماني (§ 73 Abs. 2 AsylG)، يمكن للمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (BAMF) أن:
- يسحب الحماية (Widerruf) إذا زال السبب الأصلي للجوء.
- يلغي الحماية (Rücknahme) إذا ثبت أن الشخص حصل عليها بناءً على معلومات خاطئة أو غير مكتملة.
زيارة البلد الأصلي تعتبر في كثير من الحالات سببًا كافيًا لسحب الحماية، خاصة إذا تمت:
- بجواز سفر البلد الأصلي.
- عبر سفارة ذلك البلد (مثل تجديد الجواز أو الزواج).
- أو كانت طويلة وغير مبررة (زيارة أقارب، سفر لأسباب اقتصادية...).
من المتأثر بهذا القرار؟
- الحاصلون على اللجوء السياسي (Asylberechtigung).
- الحاصلون على الحماية كلاجئ وفق اتفاقية جنيف (Flüchtlingsschutz).
- الحاصلون على الحماية الفرعية (Subsidiärer Schutz).
جميع هذه الفئات معرّضة لسحب الحماية في حال زيارة البلد الأصلي، مع اختلاف بسيط في نوعية الإجراءات.
ماذا يحدث عند سحب الحماية؟
- إلغاء الإقامة الحالية.
- إصدار قرار جديد من BAMF برفض الحماية.
- تحويل الإقامة – غالبًا – إلى إقامة "تسامح" مؤقتة (Duldung).
- في بعض الحالات: بدء إجراءات الترحيل.
- فقدان حق لمّ الشمل أو الجنسية إذا كنت في المراحل النهائية.
استثناءات نادرة محتملة
في بعض الحالات، قد لا يتم سحب الحماية إذا ثبت أن الزيارة تمت:
- لظروف قاهرة (مثلاً جنازة، مرض خطير، مساعدة أحد أفراد العائلة في خطر).
- بوجود تصريح من Ausländerbehörde (نادر جدًا).
- لفترة قصيرة جدًا، وتم شرحها بوضوح ولم يتم التواصل مع السلطات الأصلية.
لكن حتى في هذه الحالات، يبقى الشخص تحت خطر المراجعة من BAMF.
هل يمكن أن تكتشف السلطات زيارة البلد الأصلي؟
نعم، بعدة طرق:
- من خلال ختم الدخول والخروج على الجواز أو وثيقة السفر.
- من خلال معلومات تأتي من دول أخرى (خاصة في حالة عبور حدود).
- عبر مراجعة طلبات تجديد الإقامة أو التجنيس.
- من خلال بلاغ أو تحقيقات قانونية في قضايا أخرى.
ما العمل إذا تم سحب الحماية؟
- الطعن أمام المحكمة الإدارية (Verwaltungsgericht) خلال المهلة القانونية (غالبًا 2 أسابيع).
- التواصل مع محامٍ مختص في قضايا اللجوء فورًا.
- تقديم مبررات قوية ومكتوبة عن سبب الزيارة، وإثبات عدم زوال الخطر في البلد الأصلي.
نصائح هامة:
- لا تستخدم جواز سفرك الأصلي بعد الحصول على اللجوء، ولا تطلب خدمات من سفارة بلدك.
- لا تسافر إلى بلدك إلا إذا فقدت الحماية رسميًا وأصبحت مقيمًا على أساس مختلف.
- إذا اضطُررت للسفر، استشر محاميًا أولًا واطلب توثيقًا طبيًا أو إنسانيًا دقيقًا للزيارة.
خلاصة
زيارة اللاجئ لبلده الأصلي بعد حصوله على الحماية في ألمانيا قد تُعد دليلاً على زوال الخطر، مما يسمح للسلطات بسحب الحماية والإقامة وربما اتخاذ إجراءات ترحيل. هذه الخطوة لا يجب أبدًا أن تؤخذ بخفة، حتى إن كانت لأسباب إنسانية أو شخصية.
ـ يحرص فريق الكتاب والمحررين في الموقع على تقديم معلومات دقيقة من خلال بحث مكثف واطلاع على عدة مصادر عند كتابة المقالات، ومع ذلك قد تظهر بعض الأخطاء أو ترد معلومات غير مؤكدة. لذلك، يُرجى اعتبار المعلومات الواردة في المقالات مرجعية أولية والرجوع دائماً إلى الجهات المختصة للحصول على المعلومات المؤكدة.
