إجراءات لمّ شمل الزوجة الثانية المشكلة الشرعية والقانونية

لمّ شمل الزوجة الثانية في ألمانيا: الإشكالية الشرعية والقانونية بالتفصيل

في قضايا اللجوء والهجرة إلى ألمانيا، يظهر كثيرًا سؤال: هل يمكن إحضار الزوجة الثانية عبر لمّ الشمل؟
الإجابة ليست بسيطة، لأنها تقع في نقطة تقاطع حرجة بين القوانين الألمانية العلمانية والتقاليد والأنظمة الأسرية للدول الإسلامية التي تتيح تعدد الزوجات.

فيما يلي توضيح قانوني واجتماعي دقيق لكامل الصورة:

أولًا: ما هو الإطار القانوني في ألمانيا؟

ألمانيا دولة لا تعترف بتعدد الزوجات داخل نظامها القانوني.
القوانين الألمانية تستند إلى:

  • القانون المدني (BGB) الذي لا يعترف إلا بزوجة واحدة فقط لكل رجل.
  • المادة 30 من قانون الإقامة (AufenthG) التي تنص على شروط لمّ شمل الزوج/الزوجة.

وبناءً عليه:

لا يُسمح قانونًا بجلب أكثر من زوجة إلى ألمانيا، حتى لو كان الزواج الثاني موثّقًا في بلد الأصل.

ثانيًا: هل يتم رفض الطلب تلقائيًا إذا كانت "الزوجة الثانية"؟

نعم، في معظم الحالات يتم رفض طلب لمّ الشمل إذا ثبت أن الشخص:

  • لا يزال على عصمة الزوجة الأولى
  • والزواج الثاني تم أثناء استمرار العلاقة الزوجية الأولى

وذلك لأن السلطات تعتبر هذا الزواج مخالفًا للنظام العام الألماني (Verstoß gegen die öffentliche Ordnung).

ثالثًا: متى يُمكن النظر في لمّ شمل الزوجة الثانية؟

في حالات نادرة جدًا يُدرس الطلب إذا توفرت شروط معيّنة، مثل:

  1. انتهاء العلاقة مع الزوجة الأولى بشكل رسمي (طلاق موثّق ومسجّل)
  2. ثبوت زواج أحادي حاليًا (Nicht-Polygamie)
  3. توثيق الزواج الثاني في البلد الأصلي وتقديم وثائق تؤكد ذلك
  4. وجود أطفال قُصّر مشتركين من الزوجة الثانية، حيث يُنظر أحيانًا لمصلحة الطفل

حتى في هذه الحالات، يبقى القرار خاضعًا لتقدير Ausländerbehörde وقد يُرفض لأسباب تتعلق بـ"النظام القيمي الألماني".

رابعًا: هل يُمكن إخفاء زواج سابق لتقديم طلب باسم الزوجة الثانية؟

ذلك محفوف بالمخاطر القانونية، ويُعتبر تزويرًا في البيانات إذا:

  • قُدِّم الطلب على أنه للزوجة "الوحيدة"
  • أو أُخفي وجود زوجة أولى ما زالت على ذمته

وفي حال اكتشاف ذلك، قد يتم:

  • رفض الطلب فورًا
  • إلغاء الإقامة أو الحماية في حالات الاحتيال الجسيم
  • سحب الجنسية لاحقًا إذا بُنيت على معلومات خاطئة
خامسًا: الموقف من منظور الشريعة
  • في بعض البلدان الإسلامية، يقرّ القانون بجواز تعدد الزوجات
  • ولكن الزواج الثاني قانوني فقط إذا توفرت شروط عدل واستيفاء متطلبات شرعية
  • المشكلة تنشأ عندما يُعتبر الزواج قانونيًا في بلد الأصل، ولكنه غير معترف به في ألمانيا

هذا يُنتج صراعًا قانونيًا بين الشريعة الإسلامية والقانون المدني الألماني، تُحسمه ألمانيا دائمًا لصالح قانونها الداخلي.

سادسًا: ماذا عن اللجوء؟ هل يحمي الزواج الثاني؟

إذا كان الشخص يحمل صفة لاجئ معترف به (Flüchtlingsstatus)، فيحق له لمّ شمل أسرته (وفق § 29 AufenthG)،
لكن حتى هنا، يُقصد بـ"الأسرة":

  • الزوجة الشرعية الوحيدة
  • أو الأطفال القُصّر فقط

والزواج الثاني لا يحظى بحماية قانونية، حتى لو تم قبل الفرار أو خلال الحرب.

خلاصة

لمّ شمل الزوجة الثانية في ألمانيا غير ممكن قانونًا طالما كان الزواج قائماً على تعدد زوجات.
ولن يُنظر في الطلب إلا إذا كان الرجل منفصلًا قانونيًا عن الزوجة الأولى، والزواج الثاني هو الوحيد المعترف به حاليًا.

لذلك يُنصح دومًا بمراجعة محامٍ مختص قبل تقديم طلب لمّ شمل في مثل هذه الحالات المعقدة.

ـ يحرص فريق الكتاب والمحررين في الموقع  على تقديم معلومات دقيقة من خلال بحث مكثف واطلاع على عدة مصادر عند كتابة المقالات، ومع ذلك قد تظهر بعض الأخطاء أو ترد معلومات غير مؤكدة. لذلك، يُرجى اعتبار المعلومات الواردة في المقالات مرجعية أولية والرجوع دائماً إلى الجهات المختصة للحصول على المعلومات المؤكدة.


مشاركة: