السلطات الألمانية تمنح طالبًا عراقيًا فرصة العودة بعد ترحيله المفاجئ


السلطات الألمانية تمنح طالبًا عراقيًا فرصة العودة بعد ترحيله المفاجئ

أثارت قضية ترحيل الطالب العراقي المتفوق رمزي عواد نبي من مدينة شتوتغارت (Stuttgart) إلى العراق جدلًا واسعًا في ألمانيا (Deutschland)، بعد أن نُفذت عملية الترحيل بشكل مفاجئ وهو يرتدي ملابس النوم. إلا أن السلطات الألمانية خفّضت مؤخرًا فترة منعه من دخول البلاد من ثلاثين شهرًا إلى ثلاثة أشهر فقط، ما يفتح الباب أمام عودته عبر تأشيرة دراسية جديدة.

كان رمزي، البالغ من العمر 24 عامًا، يدرس هندسة المباني المستدامة وتقنيات الطاقة في جامعة إسلينغن للعلوم التطبيقية (Hochschule Esslingen)، ويقيم مع شقيقه الأكبر بلال في سكن طلابي بمنطقة فايهينغن (Vaihingen) في شتوتغارت. وقد اقتحمت الشرطة غرفته ليلًا ونفذت قرار الترحيل إلى العراق، رغم محاولاته الأخيرة لإثبات قانونية أوراقه.

في إقليم كردستان شمال العراق، لجأ رمزي إلى معارف له، ومن هناك بدأت حملة قانونية وشعبية للمطالبة بعودته إلى ألمانيا، بدعم من زملائه وأساتذته ومحاميه رولاند كوغلر (Roland Kugler)، الذي اعتبر تقصير فترة الحظر "اعترافًا ضمنيًا بخطأ الإجراء السابق"، خاصة بعد تقديم رمزي بطاقة هوية بيومترية عراقية تثبت هويته بشكل موثوق.

وأوضح متحدث باسم بلدية شتوتغارت أن إعادة النظر في القضية جاءت "بناءً على مستجدات جديدة أكدت هويته بصورة موثوقة"، مشيرًا إلى أن الشكوك السابقة حول صحة وثائقه كانت سببًا في رفض منحه الإقامة وتنفيذ الترحيل.

وبحسب القانون الألماني، يتحمل الشخص المُبعد تكاليف ترحيله بنفسه، وقدّر محاميه المبلغ بـ"عدة آلاف من اليوروهات"، لكن التبرعات التي جمعها أصدقاؤه ومؤيدوه ستساعده على تسديدها.

تبقى العقبة الأخيرة أمام عودته هي الحصول على تأشيرة طالب من القنصلية الألمانية في أربيل (Erbil)، والتي عادةً ما تستغرق مواعيدها أكثر من عام. وقال كوغلر إن هدفه الآن هو إقناع القنصلية بتسريع موعد رمزي "لأن جميع الوثائق والشروط جاهزة بالفعل".

وكان رمزي قد وصل إلى ألمانيا عام 2018 مع والديه وثمانية أشقاء، هربًا من تهديدات تنظيم "داعش" وعدم الاستقرار في شمال العراق. وقد أكمل دراسته الثانوية في ولاية راينلاند بفالز (Rheinland-Pfalz) بتقدير ممتاز (معدل 1.5 في شهادة الأبيتور)، قبل أن يبدأ دراسته الجامعية في شتوتغارت.

لكن خلافًا حول وثائق الهوية التي قدمها والده بعد وصول العائلة أدى إلى رفض طلبات الإقامة، وغادرت الأسرة لاحقًا إلى بريطانيا (Großbritannien)، بينما بقي رمزي وشقيقه بلال في ألمانيا. حصل بلال على حق الإقامة بعد تدخل لجنة الحالات الإنسانية في راينلاند بفالز، بينما بقي ملف رمزي ضمن اختصاص شتوتغارت التي قررت ترحيله بسبب "عدم تأكيد الهوية".

وقد أثارت عملية الترحيل نفسها انتقادات واسعة، إذ أكد شهود أن الشرطة أخرجت رمزي من السكن الطلابي وهو لا يزال يرتدي ملابس النوم، بعد أن حاول في اللحظات الأخيرة إقناع الضباط بأن أوراقه قانونية.

وقال رمزي في حديثه من العراق لقناة SWR: "كل ثانية هنا تمر عليّ وأنا أشعر بعدم الأمان. لا أصدقاء مقربين ولا عائلة. حياتي توقفت منذ لحظة الترحيل".

وأثارت قضيته ردود فعل سياسية وشعبية في ألمانيا، إذ قال السياسي الألماني جيم أوزدمير (Cem Özdemir) من حزب الخضر (Die Grünen): "قضايا مثل قضية رمزي عواد نبي تُثير الإحباط بحق، لأنها تُظهر أن من يُرحّلون هم غالبًا الأشخاص الذين اندمجوا بنجاح، بينما لا يتم التعامل بالصرامة نفسها مع الحالات الإشكالية".

في المقابل، دافع كليمنس ماير (Clemens Maier)، نائب عمدة شتوتغارت، عن قرار الترحيل، قائلًا إن السلطات "تصرفت وفق القانون" لأن إثبات الهوية لم يكن ممكنًا حينها.

ومع حصول رمزي على وثائق هوية جديدة، يأمل شقيقه بلال ورفاقه أن يتمكن قريبًا من العودة إلى ألمانيا واستئناف دراسته، قائلًا: "نريد فقط أن يعود أخي ليُكمل ما بدأه، حياته توقفت ظلمًا، وحان الوقت لإعادة تشغيلها"

 

المصدر:وكالات


مشاركة: