رئيس حزب الشعب الأوروبي يدعو إلى التريث في ترحيل اللاجئين السوريين من ألمانيا


رئيس حزب الشعب الأوروبي يدعو إلى التريث في ترحيل اللاجئين السوريين من ألمانيا

دعا مانفريد فيبر (Manfred Weber)، رئيس حزب الشعب الأوروبي (EVP) ونائب رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري (CSU)، إلى التعامل بحذر مع ملف ترحيل اللاجئين السوريين من ألمانيا، مؤكدًا أن "العودة إلى سوريا لا يجب أن تُفرض بشكل متسرع"، وذلك خلال مشاركته في برنامج "منضدة الأحد" الذي يبثه التلفزيون البافاري (BR).

وقال فيبر: "لا ينبغي اتخاذ قرارات متسرعة بشأن العودة إلى سوريا"، مشددًا على أن مبدأ اللجوء واضح في اتفاقية جنيف، إذ يمنح اللاجئين حماية مؤقتة فقط، وأضاف: "عندما يحلّ السلام، يجب أن يتمكن الناس من العودة إلى أوطانهم"، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى ضرورة عدم ممارسة ضغط على سوريا أو تحميلها ما لا تحتمل إذا بدأت عمليات العودة.

تصريحات فيبر جاءت في ظل تصاعد الجدل داخل الحكومة الألمانية، بعد دعوة وزير الداخلية ألكسندر دوبرينت (Alexander Dobrindt) إلى استئناف ترحيل اللاجئين إلى سوريا، وهو ما رفضه وزير الخارجية يوهان فاديفول (Johann Wadephul) عقب زيارته الأخيرة إلى دمشق، حيث وصف حجم الدمار بأنه لا يسمح بعودة آمنة في الوقت الراهن.

وأكد فيبر أن ولاية بافاريا (Bayern) شهدت مساهمات كبيرة من اللاجئين السوريين والأوكرانيين، مشيرًا إلى أنهم أصبحوا جزءًا مهمًا من المجتمع، وقال: "كثير منهم يعملون كأطباء وممرضين، ويقدمون خدمات قيّمة لبلدنا".

كما انتقد فيبر بشدة دعوات حزب "البديل من أجل ألمانيا" (AfD) إلى "إعادة المهاجرين"، معتبرًا أنها تتناقض مع الواقع الاقتصادي والاجتماعي، موضحًا أن 41% من العاملين في رعاية المسنين بولاية بافاريا هم من أصول أجنبية، وقال ساخرًا: "على كل من يدعم هذه الفكرة أن يوقّع بأنه عندما يصبح مسنًا، لن يسمح لأي أجنبي أن يعتني به".

من جانبه، شدد الباحث في شؤون الهجرة جيرالد كناوس (Gerald Knaus)، الذي شارك أيضًا في النقاش، على ضرورة التصدي للأحزاب اليمينية عبر استراتيجية مزدوجة تقوم على ضبط الهجرة غير النظامية من جهة، والتمسك بحقوق الإنسان وحماية اللاجئين المحتاجين فعلاً من جهة أخرى.

وأشار كناوس إلى أن موجات اللجوء من سوريا وأوكرانيا تمثل "أكبر أزمتين إنسانيتين خلال العقود الأخيرة"، مرجعًا السبب جزئيًا إلى سياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (Wladimir Putin)، الذي "استخدم الهجرة كسلاح سياسي" عبر حروبه في أوكرانيا وسوريا.

واختتم كناوس بالتحذير من أن الأحزاب اليمينية في أوروبا والولايات المتحدة تستغل موضوع الهجرة لزرع الخوف وتقويض استقرار الأنظمة الديمقراطية، قائلاً إن ذلك كان "دائمًا جزءًا من استراتيجية الكرملين لإضعاف أوروبا من الداخل".

 

المصدر:وكالات


مشاركة: