
نشرت مجلة دير شبيغل (Der Spiegel) الألمانية تقريراً تناول الدور المتنامي للأطباء السوريين في دعم النظام الصحي في ألمانيا، خاصة في المناطق الريفية التي تعاني من نقص حاد في الكوادر الطبية. وأشار التقرير إلى أن آلاف الأطباء السوريين أصبحوا جزءاً لا يتجزأ من المستشفيات الألمانية، وأن غيابهم المفاجئ قد يُحدث فراغاً يصعب تعويضه على المدى القريب.
التقرير أثار نقاشاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي التابعة للمجلة، حيث انقسمت الآراء بين مؤيدين لدور الأطباء السوريين ومعارضين له، ما كشف عن انقسام واضح في الرأي العام الألماني حول قضايا الهجرة والاعتماد على الكفاءات الأجنبية.
من بين التعليقات المؤيدة، كتبت سابين شتورمان: "جرّاح أعصاب سوري أنقذ حياتي عام 2022"، بينما قالت إينا كورنيليا هوسفيلد: "الطبيب السوري الذي اعتنى بزوج أمي في مستشفى زاربروكن أظهر إنسانية كبيرة، وكان يتحدث الألمانية بطلاقة". وعلّق آخرون بأن "الأطباء السوريين من بين الأفضل في العالم"، مؤكدين أن تجاربهم الشخصية معهم كانت إيجابية للغاية.
في المقابل، ظهرت أصوات ناقدة، منها تعليق لآخيم كنوبك الذي كتب ساخرًا: "حساب بسيط: إذا لم يعد لدينا غرباء في البلاد، فلن نحتاج إلى هذا العدد من الأطباء". ورأى آخرون أن ألمانيا ينبغي أن "تُسهّل دراسة الطب لمواطنيها أولاً" بدلاً من الاعتماد على أطباء أجانب، معتبرين أن نظام القبول الجامعي الصارم (Numerus Clausus) يمنع الكثير من الألمان المؤهلين من دخول كليات الطب.
وتناول بعض المعلقين القضية من زاوية أخلاقية، مثل إلكا بي. التي كتبت: "من الناحية الأخلاقية، أنصح الأطباء السوريين بالرحيل. طالما يقدمون منفعة لألمانيا فهم مرحب بهم، لكن حين لا تُحتاج خدماتهم، تُغلق الأبواب". بينما قال توماس غراهل: "من منظور أخلاقي، لا ينبغي استغلالهم لخدمة نظامنا الصحي، لكن من الناحية العملية، نحن بحاجة إليهم لأنهم مفيدون".
واختتم النقاش أحد المعلقين بعبارة لافتة: "كل من يملك المال يغادر ألمانيا، وكل من لا يملك يأتي إليها"، في إشارة إلى التوترات الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بالهجرة وسوق العمل.
المصدر:وكالات