
أثارت تصريحات وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول (Johann Wadephul) بشأن استحالة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم في الوقت الراهن، موجة من الانتقادات داخل حزبه الاتحاد المسيحي الديمقراطي (CDU)، وذلك عقب زيارته الأخيرة إلى سوريا.
فاديفول، الذي أجرى جولة تفقدية في مدينة حرستا (Harasta) بضواحي دمشق في 30 أكتوبر/تشرين الثاني 2025، عبّر عن صدمته من حجم الدمار الذي شاهده، وقال: "لم أشهد شخصيًا من قبل مثل هذا القدر من الدمار"، مضيفًا: "من الصعب حقًا على الناس العيش بكرامة هنا".
تصريحات الوزير الألماني جاءت في سياق تقييمه لإمكانية عودة اللاجئين السوريين طوعًا، حيث أشار إلى أن الظروف الحالية في سوريا لا تسمح بعودة آمنة وكريمة، وهو ما اعتبره بعض زملائه في الحزب موقفًا متساهلًا لا يتماشى مع توجهات الاتحاد المسيحي.
وقد عبّر عدد من أعضاء الحزب عن رفضهم لاستخدام حجم الدمار كذريعة لعرقلة العودة، مؤكدين أن إعادة إعمار البلاد يجب أن تكون مسؤولية السوريين أنفسهم، سواء عبر العودة الطوعية أو الإلزامية.
زيارة فاديفول إلى سوريا جاءت في إطار مناقشة ملف اللاجئين، وسط تحركات حكومية ألمانية تهدف إلى تسريع وتيرة الترحيل، خاصة لمن لا يحق لهم البقاء أو ممن ارتكبوا جرائم خطيرة. وتعمل الحكومة الألمانية على التوصل إلى اتفاق مع السلطات السورية بهذا الشأن، رغم الانتقادات التي تواجهها من منظمات حقوق الإنسان.
وتعكس هذه التصريحات والانقسامات الداخلية في الاتحاد المسيحي حجم التحديات التي تواجه ألمانيا في إدارة ملف اللاجئين السوريين، بين الاعتبارات الإنسانية والضغوط السياسية الداخلية.
المصدر:وكالات