أظهرت تقديرات رسمية أن نحو 5.3 ملايين شخص في ألمانيا (Deutschland) لم يتمكنوا من تدفئة منازلهم بشكل كافٍ خلال عام 2023، نتيجة الأعباء المالية المتزايدة، في مؤشر واضح على تفاقم ظاهرة "فقر التدفئة" في البلاد.

وبحسب بيانات "المسح المصغر" الصادرة عن المكتب الاتحادي للإحصاء، فإن نسبة المتضررين من هذه الظاهرة بلغت 6.3% من السكان، مسجلة تراجعاً طفيفاً مقارنة بعام 2022 الذي بلغت فيه النسبة 8.2%. ومع ذلك، لا تزال الأرقام تعكس واقعاً صعباً يعيشه ملايين الألمان، خاصة من ذوي الدخل المحدود.

ويضع هذا المعدل ألمانيا دون المتوسط الأوروبي، حيث أفاد نحو 9.2% من سكان الاتحاد الأوروبي بعدم قدرتهم على تحمّل تكاليف التدفئة خلال العام الماضي. وكانت اليونان (Griechenland) وبلغاريا (Bulgarien) الأكثر تضرراً بنسبة بلغت 19% لكل منهما، في حين سجلت فنلندا (Finnland)، سلوفينيا (Slowenien)، وبولندا (Polen) أدنى نسب، بأقل من 3.5%.

وأشار التقرير إلى أن السبب الرئيسي وراء هذه الأزمة هو الارتفاع الحاد في أسعار الطاقة، والتي زادت منذ عام 2020 بنسبة 50.3%، أي أكثر من ضعف معدل التضخم العام للمستهلكين البالغ 19.3% خلال نفس الفترة.

كما حذر التقرير من أن الفواتير الإضافية للتدفئة عن العام الماضي ستشكل عبئاً ثقيلاً على ملايين المستأجرين في ألمانيا، الذين سيتلقون خلال الأسابيع المقبلة مطالبات مالية مرتفعة من شركات الخدمات العقارية.

ورغم هذه الصورة القاتمة، حمل التقرير بصيص أمل، إذ سجلت أسعار الطاقة المنزلية في ألمانيا خلال سبتمبر/أيلول الماضي انخفاضاً طفيفاً بنسبة 1.9% مقارنة بالشهر نفسه من عام 2023، ما قد يشير إلى بداية استقرار تدريجي في الأسواق.

المصدر:وكالات