أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس (Friedrich Merz) اليوم الخميس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (Wladimir Putin) يشكل تهديداً مباشراً لأمن أوروبا من خلال حربه المستمرة ضد أوكرانيا، داعياً إلى توظيف الأصول الروسية المجمدة في أوروبا لتمويل دعم عسكري لكييف.

وفي كلمة ألقاها أمام البرلمان الاتحادي الألماني (Bundestag)، أكد ميرتس عزمه الضغط على الاتحاد الأوروبي من أجل تخصيص هذه الأصول لتقديم قروض بقيمة 140 مليار يورو، أي ما يعادل نحو 163 مليار دولار، لصالح أوكرانيا.

وقال ميرتس: "بوتين أعاد الحرب إلى القارة الأوروبية ونعيش اليوم في عالم أكثر تهديداً مما كان عليه، وروسيا تحاول زعزعة استقرار ألمانيا وأوروبا بالتخريب والهجمات السيبرانية والتجسس".

وأوضح أن الأموال الروسية المجمدة ستُستخدم حصرياً لتوفير المعدات العسكرية، مضيفاً: "إذا سُددت هذه القروض على دفعات، فإنها ستضمن صمود أوكرانيا العسكري لسنوات قادمة".

وأشار إلى أن هذه القروض ستكون بدون فوائد، ولن تُسدد إلا بعد أن تدفع روسيا تعويضات الحرب، مؤكداً في الوقت ذاته على ضرورة احترام حقوق الملكية وعدم المساس بالوضع القانوني للأصول المجمدة.

ويواجه الاتحاد الأوروبي تحديات متزايدة في إيجاد مصادر تمويل لدعم أوكرانيا، خاصة مع دخول الحرب عامها الرابع، في ظل دعوات أمريكية متكررة تطالب أوروبا بتحمل مسؤولية أكبر في الدفاع عن نفسها.

وقد تحول الاهتمام مؤخراً إلى الأصول المجمدة التابعة للبنك المركزي الروسي، والتي تحتفظ بها مؤسسة الإيداع الدولية "يوروكلير" (Euroclear) داخل الاتحاد الأوروبي، ومعظمها موجود في بلجيكا (Belgien).

ورغم ذلك، تعارض عدة دول أوروبية منذ فترة طويلة مصادرة هذه الأصول بشكل مباشر، خشية أن يؤدي ذلك إلى تقويض الثقة في العملة الأوروبية الموحدة (اليورو).

وفي هذا السياق، ناقش سفراء الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي مقترحاً تقدمت به المفوضية الأوروبية، يقضي بأن يقترض الاتحاد الأوروبي أموالاً من "يوروكلير" ثم يعيد إقراضها لأوكرانيا.

وبحسب هذا المقترح، فإن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ستتحمل مسؤولية سداد هذه الأموال لمؤسسة "يوروكلير" في حال استعادت روسيا أصولها دون دفع تعويضات.

المصدر:وكالات