خطوات تقديم طلب اللجوء في ألمانيا: من الوصول حتى قرار BAMF
تُعد ألمانيا من أكثر الدول الأوروبية استقبالًا لطالبي اللجوء، حيث توفّر نظامًا قانونيًا متكاملًا يضمن لكل شخص الحق في التقدّم بطلب حماية إذا كان يواجه خطرًا على حياته أو حريته في بلده الأصلي. لكنّ الطريق إلى الاعتراف الرسمي كلاجئ يمر بعدة مراحل دقيقة يجب فهمها بوضوح.
يمكن لطالب اللجوء أن يصل إلى ألمانيا بعدة طرق: عبر البر، البحر، أو الجو، وغالبًا ما لا تكون بحوزته تأشيرة نظامية. وفقًا للقانون الألماني، لا يُشترط أن تكون قد دخلت البلد بطريقة شرعية كي تتقدّم بطلب اللجوء، لكن يُنصح بالتوجه مباشرة بعد الدخول إلى أقرب مركز للشرطة أو إلى إحدى سلطات اللجوء والإبلاغ برغبتك في طلب اللجوء.
أول خطوة رسمية هي "التسجيل الأولي"، ويتم ذلك في مركز استقبال أولي (Erstaufnahmeeinrichtung) أو في مركز شرطة الحدود. يتم حينها أخذ البيانات الشخصية، وتسجيل البصمات، وتصوير الشخص. كما يتم التحقق مما إذا كان قد سبق له طلب اللجوء في دولة أوروبية أخرى، وفق ما يُعرف باتفاقية دبلن.
ملحوظة مهمة: إذا تم اكتشاف تسجيل سابق في دولة أخرى من دول دبلن، فقد يُعاد الشخص إليها لمتابعة إجراءات اللجوء هناك.
بعد التسجيل، يتم إحالة طالب اللجوء إلى أحد مراكز الاستقبال الأولي بحسب نظام التوزيع الجغرافي المعروف باسم "EASY-System"، الذي يهدف إلى توزيع اللاجئين على الولايات الألمانية بشكل متوازن. في هذه المرحلة، يتلقى الشخص المأوى، الطعام، والرعاية الصحية الأساسية.
بعد الإحالة، يتم تحديد موعد رسمي لتقديم طلب اللجوء أمام المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (BAMF). عند هذا الموعد، يُطلب من الشخص تعبئة استمارة تفصيلية، يُعيد فيها تقديم بياناته، وجنسيته، وأسباب طلبه للجوء.
تُعدّ المقابلة مع موظف BAMF أهم جزء في عملية اللجوء، وهي التي تُبنى عليها القرارات بشكل رئيسي. تستغرق المقابلة أحيانًا عدة ساعات، وخلالها يجب على المتقدم أن يسرد بالتفصيل الأسباب التي دفعته لطلب الحماية: كخطر التعرّض للاضطهاد السياسي، العرقي، الديني، أو بسبب الانتماء لفئة اجتماعية معينة.
نصيحة مهمة: الصدق والدقة في سرد الوقائع، والتركيز على التفاصيل الدقيقة، يساهمان في تعزيز فرص قبول الطلب. ويمكن طلب مترجم إن لم يكن الشخص يجيد اللغة الألمانية.
بعد انتهاء المقابلة، يبدأ BAMF في دراسة الملف وتحليل الأسباب المقدّمة. قد يستغرق صدور القرار عدة أشهر، وأحيانًا أكثر من سنة، بحسب تعقيد الحالة وجنسية المتقدّم. خلال هذه الفترة، يُمنح الشخص تصريح إقامة مؤقتة يُعرف باسم "Aufenthaltsgestattung"، يُخوّله الإقامة بشكل قانوني داخل ألمانيا.
تُصدر BAMF في النهاية قرارها، والذي يمكن أن يكون أحد الأنواع التالية:
في حالة الرفض، يكون أمام المتقدم فرصة لتقديم طعن قانوني. تختلف المهلة القانونية للطعن بحسب نوع الرفض، وعادة ما تكون بين أسبوع إلى شهر. يُنصح هنا بالحصول على استشارة قانونية من محامٍ مختص في قضايا اللجوء، لضمان اتباع الإجراءات بشكل صحيح.
بعد الحصول على أحد أنواع الحماية، يتم منح الشخص إقامة رسمية تتراوح بين سنة إلى ثلاث سنوات قابلة للتمديد. يمكنه خلالها:
أما في حال الرفض النهائي، فيُطلب من الشخص مغادرة البلاد، وقد يتم تنفيذ الترحيل في حال لم يغادر طوعًا خلال المهلة المحددة.
رحلة اللجوء في ألمانيا تبدأ بخطوة بسيطة: التعبير عن الرغبة في طلب الحماية. لكنها تتبع مسارًا قانونيًا دقيقًا ومترابطًا يتطلب الفهم والمعرفة والإعداد الجيد. إن معرفة كل مرحلة بالتفصيل هو المفتاح لتقوية فرص النجاح وضمان احترام الحقوق القانونية لطالب الحماية.
ـ يحرص فريق الكتاب والمحررين في الموقع على تقديم معلومات دقيقة من خلال بحث مكثف واطلاع على عدة مصادر عند كتابة المقالات، ومع ذلك قد تظهر بعض الأخطاء أو ترد معلومات غير مؤكدة. لذلك، يُرجى اعتبار المعلومات الواردة في المقالات مرجعية أولية والرجوع دائماً إلى الجهات المختصة للحصول على المعلومات المؤكدة.
