حق اللجوء الكنسي (Kirchenasyl) متى يحميك؟

متى يحميك اللجوء الكنسي؟

يمكن أن يمنحك اللجوء الكنسي الحماية إذا كنت مهددًا بالترحيل إلى بلد تُمارَس فيه ضدك انتهاكات جسيمة أو لا تتوفر فيه ظروف إنسانية مناسبة. أبرز الحالات تشمل:

1. الترحيل بموجب دبلن (Dublin-Verfahren)

إذا قررت السلطات الألمانية ترحيلك إلى دولة أوروبية أخرى مسؤولة عن ملفك (مثل بلغاريا، إيطاليا، اليونان...) وكان هناك خطر عليك هناك (انتهاكات، فقر، تشرد، عنف جنسي...)، يمكن للكنيسة التدخل لحمايتك مؤقتًا حتى تنقضي المهلة القانونية (6 أشهر عادة)، وبعدها تصبح ألمانيا مسؤولة عن ملفك.

2. حالات صحية حرجة

عندما يعاني طالب اللجوء من مرض نفسي أو جسدي خطير، ولا يتلقى العلاج اللازم في بلده الأصلي أو الدولة التي يُراد ترحيله إليها.

3. حالات إنسانية استثنائية

مثل النساء الحوامل، القُصّر غير المصحوبين، ضحايا الاتجار بالبشر، أو من فقدوا عائلاتهم بالكامل.

كيف يتم اللجوء الكنسي؟
  1. التوجه إلى كنيسة (كاثوليكية أو بروتستانتية) مع مستندات تثبت خطورة الترحيل.
  2. إذا اقتنعت الكنيسة بخطورة الوضع، تمنحك ما يُعرف بـ "اللجوء الكنسي"، وتوفر لك السكن والحماية داخل مبانيها.
  3. تُبلغ الكنيسة مكتب الهجرة والـ BAMF، وترسل ملفًا يشرح الحالة وتوصية بإعادة النظر.
  4. خلال فترة اللجوء الكنسي، لا تنفذ الشرطة أو السلطات قرار الترحيل عادة.

ملاحظة: اللاجئ لا يستطيع مغادرة الكنيسة، وإلا يفقد الحماية الرمزية.

كم تدوم الحماية؟
  • عادة حتى تنقضي المهلة القانونية للترحيل (Dublin-Frist) التي تبلغ 6 أشهر.
  • في حال اختفى اللاجئ عن السلطات (أي دخل اللجوء الكنسي)، قد تمتد المهلة إلى 18 شهرًا.
  • إذا لم تنفذ السلطات الترحيل خلال هذه المدة، تصبح ألمانيا قانونًا مسؤولة عن طلب اللجوء.
هل تعترف الدولة باللجوء الكنسي رسميًا؟
  • لا يوجد أساس قانوني صريح يمنح الحماية الكنسية صفة قانونية.
  • لكنه يُحترم كعرف إنساني، والسلطات غالبًا لا تستخدم القوة لاقتحام الكنائس.
  • يوجد تعاون غير رسمي بين بعض الكنائس ومكتب BAMF لإعادة تقييم بعض الحالات، خاصة إذا تم تقديم ملف قوي ومؤيد بتقارير طبية أو اجتماعية.
هل يمكن رفض الحماية الكنسية؟

نعم. قد ترفض السلطات الألمانية طلب الكنيسة وتُصر على الترحيل. في هذه الحالة:

  • يمكن للطرف الكنسي أو المحامي تقديم طعن أو طلب عاجل.
  • اللاجئ يظل في الكنيسة لكن بدون ضمان قانوني بعدم الترحيل.
خلاصة

اللجوء الكنسي لا يُعد حلاً دائمًا، لكنه ملاذ أخلاقي مؤقت يلجأ إليه كثير من اللاجئين في لحظات الخطر. في بعض الحالات، يكون الملاذ الأخير لإنقاذ حياة أو لمنح فرصة قانونية أخيرة. وهو في جوهره صرخة إنسانية ضد الترحيل الأعمى، وليس بديلاً عن النظام القضائي، بل دعوة لإعادة النظر.

ـ يحرص فريق الكتاب والمحررين في الموقع  على تقديم معلومات دقيقة من خلال بحث مكثف واطلاع على عدة مصادر عند كتابة المقالات، ومع ذلك قد تظهر بعض الأخطاء أو ترد معلومات غير مؤكدة. لذلك، يُرجى اعتبار المعلومات الواردة في المقالات مرجعية أولية والرجوع دائماً إلى الجهات المختصة للحصول على المعلومات المؤكدة.


مشاركة: