كل ما تريد معرفته عن العنف الجسدي داخل الأسرة وعقوبته وفق § 223 StGB 

يُعتبر العنف الجسدي داخل الأسرة من أخطر أشكال العنف المنزلي في ألمانيا، لما يترتب عليه من آثار نفسية وجسدية عميقة على الضحايا، خصوصًا النساء والأطفال. وقد شدد المشرّع الألماني على مكافحة هذه الأفعال من خلال نصوص قانونية صارمة، أهمها المادة 223 من قانون العقوبات الألماني (Strafgesetzbuch – StGB). 

ما هو المقصود بالعنف الجسدي داخل الأسرة؟ 

العنف الجسدي داخل الأسرة يشمل أي سلوك يُلحق ضررًا جسديًا بعضو من أفراد العائلة أو الشريك، سواء كان ذلك ضربًا، دفعًا، لكمًا، ركلًا، أو أي تصرف يؤدي إلى إصابة جسدية، حتى وإن كانت بسيطة. 
لا يشترط وجود إصابات خطيرة لتصنيف الفعل كعنف جسدي؛ فمجرد إحداث ألم جسدي يُعد كافيًا لتحريك المسؤولية الجنائية. 

الإطار القانوني: § 223 StGB 

تنص المادة 223 من قانون العقوبات الألماني على أن من يعتدي جسديًا على شخص آخر أو يضر بصحته، يُعاقب بالسجن لمدة تصل إلى خمس سنوات أو بغرامة مالية. 
وهذا ينطبق كذلك على حالات العنف الجسدي داخل الأسرة، حيث لا يتم التسامح مع هذه الأفعال حتى لو حصلت بين الزوجين أو الشركاء. 

القانون الألماني يضع مبدأ «عدم التسامح» مع العنف الأسري، ويعتبر أي اعتداء جسدي جريمة مستقلة بذاتها، بصرف النظر عن علاقة القرابة أو المعيشة المشتركة. 

متى تتحرك السلطات؟ 

عادةً ما تتحرك الشرطة والادعاء العام بمجرد وصول بلاغ عن حالة عنف جسدي، حتى بدون تقديم شكوى رسمية من الضحية في بعض الحالات الخطيرة. 
يمكن للشرطة في موقع الحادث إصدار قرار فوري بإبعاد الجاني عن المنزل (Wegweisung) لحماية الضحية، وذلك استنادًا إلى قانون الحماية من العنف (Gewaltschutzgesetz). 

العقوبات والتبعات القانونية 

العقوبات المنصوص عليها في § 223 StGB تتراوح بين الغرامة المالية والسجن، بحسب جسامة الفعل وتكراره. وفي حالات الاعتداء المتكرر أو إصابة الضحية إصابات بالغة، قد تتشدد العقوبة لتشمل الحبس لعدة سنوات. 

إضافة إلى العقوبات الجنائية، قد يواجه الجاني تبعات مدنية مثل: 

ماذا عن حماية الضحايا؟ 

في ألمانيا، تتوفر شبكة واسعة من آليات الحماية والدعم، تشمل: 

للضحايا الحق في التقدم بطلب منع الاقتراب (Annäherungsverbot) أو منع الاتصال (Kontaktverbot)، ما يعزز من حمايتهم القانونية. 

دور مكتب رعاية الشباب (Jugendamt) 

عند وجود أطفال في الأسرة، يتدخل مكتب رعاية الشباب تلقائيًا لضمان سلامتهم. قد يصل الأمر إلى اتخاذ إجراءات عاجلة مثل سحب الحضانة أو إبعاد الأطفال عن بيئة الخطر. 

الأثر النفسي والاجتماعي 

لا يقتصر أثر العنف الجسدي على الإصابات البدنية فقط، بل يمتد إلى تدمير الثقة داخل الأسرة، التأثير سلبًا على الصحة النفسية، وزيادة خطر إصابة الأطفال باضطرابات نفسية وسلوكية طويلة الأمد. 

خطوات عملية للضحايا 

ينصح الخبراء الضحايا باتباع هذه الخطوات لحماية أنفسهم: 

خاتمة 

يعد العنف الجسدي داخل الأسرة جريمة خطيرة في ألمانيا، تُعاقب بموجب § 223 StGB دون أي تهاون. حماية الضحايا وضمان سلامتهم أولوية قصوى في المجتمع الألماني، وهناك منظومة متكاملة من القوانين والخدمات لدعم كل من يواجه هذا النوع من العنف. إذا كنت أو أي شخص تعرفه ضحية، لا تتردد في طلب المساعدة، فالقانون يقف إلى جانبك.  

كلمات ومصطلحات مهمة بالألمانية