بحلول عام 2030، يواجه النظام الصحي الألماني مجموعة من الإصلاحات الجوهرية التي تهدف إلى تعزيز الكفاءة، وتحسين جودة الرعاية، ومواكبة التحولات الرقمية والديموغرافية. إليك أبرز ملامح هذه الإصلاحات:
إصلاحات المستشفيات: إعادة هيكلة شاملة
اعتبارًا من 1 يناير 2025، ستبدأ ألمانيا في تنفيذ إصلاحات واسعة في نظام المستشفيات، تمتد حتى عام 2029. تشمل هذه الإصلاحات:
تحويل نظام التمويل: الانتقال من نظام الرسوم الثابتة (DRG) إلى نظام يعتمد على "مخصصات الاحتفاظ بالخدمات" (Vorhaltepauschalen)، حيث تُموّل المستشفيات بناءً على الخدمات التي تقدمها وليس فقط على عدد الحالات.(aoshearman.com)
تصنيف المستشفيات: تحديد مجموعات خدمات (مثل أمراض القلب، الأورام) لكل مستشفى، مع اشتراط توفر المعدات والكوادر المؤهلة لتقديم هذه الخدمات.
تشجيع الدمج: السماح بدمج المستشفيات حتى نهاية عام 2030 دون مراجعة قانونية صارمة، بهدف تقليل التكاليف وتحسين الكفاءة.
ومع ذلك، أثارت هذه الإصلاحات مخاوف بشأن إغلاق المستشفيات الصغيرة، خاصة في المناطق الريفية، وزيادة الضغط على الكوادر الطبية. (wsws.org)
التحول الرقمي: نحو نظام صحي رقمي متكامل
تسعى ألمانيا إلى رقمنة نظامها الصحي بالكامل بحلول عام 2030، من خلال:
السجل الصحي الإلكتروني (ePA): اعتبارًا من 15 يناير 2025، سيتم توفير سجل صحي إلكتروني لجميع المؤمن عليهم تلقائيًا، ما لم يرفضوا ذلك صراحة.
الوصفة الطبية الإلكترونية (E-Rezept): توسيع استخدام الوصفات الطبية الإلكترونية ليشمل الأدوية، والتطبيقات الصحية الرقمية (DiGAs)، والمخدرات في عام 2025، يليها العلاجات والوسائل الطبية في عام 2027.(aoshearman.com)
تهدف هذه الخطوات إلى تحسين تبادل المعلومات بين مقدمي الرعاية الصحية، وزيادة كفاءة الخدمات، وتمكين المرضى من الوصول إلى بياناتهم الصحية بسهولة. (aoshearman.com)
الصحة العالمية والتنمية المستدامة: التزامات دولية
تلتزم ألمانيا بتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، لا سيما الهدف الثالث المتعلق بالصحة والرفاهية. تشمل الجهود:
تعزيز الصحة العالمية: من خلال دعم منظمة الصحة العالمية، والمشاركة في المبادرات الدولية لمكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية.
الاستدامة البيئية: العمل على تقليل البصمة الكربونية للنظام الصحي، وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2030.
الوقاية والتثقيف الصحي: إنشاء معهد وطني جديد
تخطط الحكومة الألمانية لإنشاء "المعهد الفيدرالي للوقاية والتثقيف في الطب" (BIPAM) بحلول عام 2025، ليحل محل المركز الفيدرالي للتثقيف الصحي. سيُركز المعهد على الوقاية من الأمراض غير المعدية مثل أمراض القلب والسرطان والخرف، وتعزيز التثقيف الصحي بين السكان. (en.wikipedia.org)
التحديات المالية: زيادة التكاليف والضغط على التأمينات
من المتوقع أن تؤدي هذه الإصلاحات إلى زيادة في مساهمات التأمين الصحي الإلزامي، حيث يُتوقع ارتفاع المعدل بنسبة 0.8% على الأقل في العام المقبل. كما أن الضغط المالي قد يؤدي إلى تسريح بعض الكوادر الطبية، خاصة في المستشفيات الصغيرة والمتوسطة.
خلاصة
تسعى ألمانيا إلى بناء نظام صحي أكثر كفاءة، رقمية، واستدامة بحلول عام 2030. ورغم التحديات المالية واللوجستية، فإن هذه الإصلاحات تمثل خطوة نحو تحسين جودة الرعاية الصحية وضمان استدامتها على المدى الطويل.
---------------------------------------
ـ* يحرص فريق الكتاب والمحررين في موقع على تقديم معلومات دقيقة من خلال بحث مكثف واطلاع على عدة مصادر عند كتابة المقالات، ومع ذلك قد تظهر بعض الأخطاء أو ترد معلومات غير مؤكدة. لذلك، يُرجى اعتبار المعلومات الواردة في المقالات مرجعية أولية والرجوع دائماً إلى الجهات المختصة للحصول على المعلومات المؤكدة.