تصريحات وزير الخارجية الألماني بشأن اللاجئين السوريين تثير انتقادات حادة من صحيفة بيلد (Bild)


تصريحات وزير الخارجية الألماني بشأن اللاجئين السوريين تثير انتقادات حادة من صحيفة بيلد (Bild)

أثارت تصريحات وزير الخارجية الألماني يوهان فادهفول (Johann Wadephul)، المنتمي إلى حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي (CDU)، بشأن استحالة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم في الوقت الراهن، موجة من الانتقادات الحادة من قبل صحيفة بيلد (Bild) الألمانية، التي اعتبرت تلك التصريحات "إهانة" وغير مقبولة.

زيارة مثيرة للجدل إلى سوريا

جاءت تصريحات الوزير عقب زيارة قصيرة أجراها إلى سوريا، حيث قال: "لم أشهد من قبل مثل هذا الحجم من الدمار"، مضيفاً: "عودة اللاجئين السوريين في الوقت القريب غير ممكنة". وقد اعتبر الكاتب بيتر تيده (Peter Tiede)، كبير محرري الصحيفة، أن هذه التصريحات تعكس ضعفاً في الرؤية السياسية وتتناقض مع توجهات الحكومة الألمانية نفسها، التي تناقش حالياً إمكانية إعادة اللاجئين إلى سوريا وأفغانستان.

انتقادات لافتة من الصحافة الألمانية

قال تيده في مقاله: "هذا التصريح يمنح محاكم اللجوء في ألمانيا ذريعة جديدة لوقف الترحيلات"، مضيفاً بسخرية: "سيقول القضاة الآن ببساطة: الوزير نفسه قال إن العودة غير ممكنة!". وانتقد الكاتب بشدة منطق الوزير، متسائلاً: "من الذي سيعيد إعمار سوريا إذن؟ من سيجعلها جميلة وملائمة حتى ترضي معايير الوزير الألماني؟".

مقارنة تاريخية مثيرة

أشار تيده إلى أن ألمانيا نفسها كانت مدمرة بالكامل بعد الحرب العالمية الثانية، ومدن مثل كولن (Köln)، دريسدن (Dresden)، وبرلين (Berlin) كانت أنقاضاً، ومع ذلك عاد ملايين الألمان واللاجئين إلى بلادهم وبنوا كل شيء بأيديهم. وأضاف: "هل كان حال ألمانيا عام 1945 أفضل من حال سوريا اليوم؟ بالطبع لا. ومع ذلك عاد الجميع، وبنوا وطنهم من جديد. فكيف يصبح إعمار سوريا اليوم أمراً غير مقبول على السوريين؟".

تشكيك في كفاءة الوزير

اعتبر الكاتب أن الوزير فادهفول أثبت مرة أخرى فشله في مهمته، مشيراً إلى أن الصين ألغت زيارته المقررة مؤخراً بسبب "عدم وجود مواعيد مناسبة"، وأنه خلال أزمة غزة كان مجرد "مشاهد" بلا دور فعّال. وختم تيده مقاله بالقول إن الوزير كان من المفترض أن يمثل بداية جديدة في السياسة الخارجية الألمانية بعد عهد وزيرة الخارجية السابقة من حزب الخضر، لكنه أظهر عجزاً سياسياً واضحاً، وتصريحه عن سوريا أكبر دليل على ذلك.

 

المصدر:وكالات


Teilen: