أثار مقطع فيديو تم تداوله مؤخرًا عبر منصات التواصل الاجتماعي جدلًا واسعًا، بعدما زُعم أنه يوثق لحظة ترحيل لاجئين سوريين من ألمانيا إلى بلادهم. وقد نُشر الفيديو مرفقًا بتعليق يقول: «الشرطة الألمانية تقوم بترحيل اللاجئين السوريين من ألمانيا»، ما دفع آلاف المستخدمين إلى التفاعل معه على منصة "إكس" (X). لكن تحقيقًا أجرته شبكة "سي إن إن" بالعربية كشف أن الفيديو لا يرتبط بأي عملية ترحيل حديثة، بل يعود إلى وقت سابق، وتحديدًا إلى مارس/آذار الماضي، حين نشرته صفحة تُدعى "هنا سوريا" دون تحديد دقيق للزمان والمكان. ورغم غياب المعلومات الكافية حول خلفية المقطع، فإن الادعاءات المصاحبة له لا تستند إلى وقائع موثقة. ورغم نفي صحة الرواية المتداولة، فإن الحكومة الألمانية تدرس بالفعل إمكانية عقد اتفاقية مع الحكومة الانتقالية في دمشق لتسريع إعادة لاجئي الحرب السوريين إلى بلادهم، وفقًا لما ورد في تقرير لهيئة الإذاعة الألمانية "دويتشه فيله" (Deutsche Welle). وفي تصريح سابق لوزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت (Alexander Dobrindt) في سبتمبر/أيلول 2025، قال: «نريد التوصل إلى اتفاق مع سوريا هذا العام، ثم ترحيل المجرمين أولًا، وبعد ذلك من لا يحملون تصاريح إقامة». وبحسب بيانات المكتب الاتحادي للإحصاء، بلغ عدد السوريين المقيمين في ألمانيا حتى نهاية عام 2023 نحو *973 ألف شخص*، من بينهم *712 ألفًا* يبحثون عن الحماية، بمن فيهم من تقدموا بطلبات لجوء. وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد النقاشات السياسية داخل ألمانيا حول ملف الهجرة واللجوء، خاصة مع توجه الحكومة الجديدة نحو تشديد إجراءات الترحيل، وسط انتقادات من منظمات حقوقية وسياسية تطالب بضمانات قانونية وإنسانية في أي اتفاق محتمل مع دمشق

المصدر:وكالات