
مع اقتراب نهاية الحرب العالمية الثانية، بدأت القوى المنتصرة في أوروبا، وعلى رأسها الاتحاد السوفييتي، بتنفيذ عمليات ممنهجة لنقل العلماء الألمان الذين ساهموا في تطوير برامج علمية وتقنية متقدمة، شملت مجالات الطيران والصواريخ والدبابات والفيزياء النووية، إلى أراضيها للاستفادة من خبراتهم.
في عام 1946، أطلق الاتحاد السوفييتي عملية سرية عُرفت باسم "أوسوفياخيم" (Osoaviakhim)، استهدفت اعتقال ونقل آلاف العلماء والخبراء الألمان، مع عائلاتهم، إلى داخل الأراضي السوفييتية. وقد تم تنفيذ العملية بشكل مفاجئ في يوم واحد، حيث داهمت القوات السوفييتية منازل العلماء وأجبرتهم على الرحيل.
جاءت هذه الخطوة بعد أن لاحظ السوفييت التفوق الألماني في الصناعات العسكرية والعلمية، خاصة في مجالات المحركات النفاثة والصواريخ الباليستية، ما دفعهم إلى تسريع جهودهم للحصول على سلاح نووي، مستفيدين من تجارب هيروشيما وناغازاكي.
من أبرز العلماء الذين نُقلوا ضمن العملية: الفيزيائي غوستاف هرتز (Gustav Hertz)، الكيميائي نيكولاوس ريهل (Nikolaus Riehl)، والمخترع مانفريد فون أردينيه (Manfred von Ardenne). وقد حصل هؤلاء على معاملة جيدة داخل الاتحاد السوفييتي، حيث مُنحوا مساكن واسعة وكميات وافرة من الطعام، في وقت كانت البلاد تعاني من نقص الغذاء.
بموجب أوامر من الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين (Joseph Stalin)، تم تكليف مجلس الوزراء السوفييتي بإعداد منشآت علمية وصناعية لاستقبال نحو ألفي عالم ومهندس ألماني. وقد أشرف على تنفيذ العملية الضابط إيفان سيروف (Ivan Serov)، الذي جهّز قطارات لنقل حوالي 6500 شخص في يوم واحد.
لعب هؤلاء العلماء دورًا محوريًا في تطوير البرنامج النووي والصاروخي السوفييتي، وأسهموا في تعزيز القدرات العلمية والتقنية للاتحاد السوفييتي خلال العقود التالية.
المصدر:وكالات