لماذا تم اعتماد علم ألمانيا الغربية كعلم للدولة الألمانية الموحدة؟ 

 

رحلة الألوان الثلاثة من جمهورية فايمار إلى رمزية الوحدة بعد الانقسام 

مقدمة 

 

في الثالث من أكتوبر عام 1990، أُعيد توحيد شطري ألمانيا بعد أربعة عقود من الانقسام. 

ومن بين القرارات الرمزية الكبرى التي رافقت هذا الحدث، كان اختيار العلم الوطني للدولة الموحدة. 

وقد تم اعتماد علم ألمانيا الغربية (أسود – أحمر – ذهبي) كالعلم الرسمي لألمانيا الموحّدة. 

لكن، لماذا لم يُصمم علم جديد يعبّر عن الاتحاد؟ ولماذا لم يُؤخذ علم ألمانيا الشرقية بعين الاعتبار؟ 

في هذا المقال، نوضح الخلفية السياسية والتاريخية والقانونية التي أدت إلى هذا القرار، وما يرمز إليه هذا العلم في الذاكرة الألمانية. 

 

Form 

أولًا: ما هو شكل علم ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية؟ 

  •  

    علم ألمانيا الغربية (جمهورية ألمانيا الاتحادية - BRD): 

    أشرطة أفقية متساوية باللون: أسود – أحمر – ذهبي، بلا رموز. 

     

  •  

    علم ألمانيا الشرقية (DDR): 

    نفس الألوان، لكن تتوسطه شعارات اشتراكية: المطرقة، البوصلة، وأغصان القمح – ترمز للعمال والمثقفين والفلاحين. 

     

Form 

ثانيًا: أصول الألوان الثلاثة – لماذا الأسود والأحمر والذهبي؟ 

ترجع الألوان الثلاثة إلى: 

  • زي "فيلق لوتسو" المقاوم لنابليون (1813)، وكان أسودًا بحواف حمراء وزر نحاسي ذهبي. 

  • لاحقًا، أصبحت هذه الألوان رمزًا للديمقراطية والثورة الشعبية في عام 1848، ومن ثم علم جمهورية فايمار الديمقراطية (1919–1933). 

أي أن ألوان ألمانيا الغربية كانت تمثّل التقاليد الديمقراطية والليبرالية، على عكس رمزية الرايخ أو النازية أو الاشتراكية. 

Form 

ثالثًا: لماذا تم تفضيل علم ألمانيا الغربية عند الوحدة؟ 

1. الاستمرارية القانونية والدستورية 

  • ألمانيا الغربية (BRD) لم تُؤسس كدولة جديدة بعد الوحدة، بل كانت هي التي استوعبت ألمانيا الشرقية ضمن نظامها. 

  • لذا تم الحفاظ على دستورها (Grundgesetz)، علمها، وشعارها الرسمي كما هو، باعتبارها الدولة الشرعية المستمرة. 

2. رفض رمزية النظام الاشتراكي 

  • علم ألمانيا الشرقية كان يحمل شعار النظام الشيوعي، الذي انهار بفعل ثورة شعبية داخلية. 

  • أغلب الألمان، خاصة في الشرق، أرادوا القطيعة مع الرموز السياسية للنظام المنهار. 

3. عدم الرغبة في إدخال رموز تقسيمية 

  • لو تم المزج بين الرمزين أو ابتكار علم جديد، لكان الأمر قد أثار جدلًا سياسيًا وهوياتيًا واسعًا. 

  • اختيار علم ألمانيا الغربية كان حلًا توافقيًا يحظى باعتراف دولي، ويعبّر عن الوحدة تحت راية الديمقراطية. 

Form 

رابعًا: موقف الألمان الشرقيين من القرار 

  • في البداية، أبدى بعض الألمان الشرقيين مخاوف من "الابتلاع" بدل الاندماج. 

  • لكن سرعان ما أصبح العلم رمزًا للوحدة والحرية، خصوصًا بعد أن رُفع في يوم سقوط الجدار (9 نوفمبر 1989) في ساحة برلين. 

  • اليوم، يُنظر إلى العلم كرمز للقطيعة مع كل من النازية والاشتراكية، والانتماء إلى أوروبا الديمقراطية. 

Form 

خامسًا: لماذا لم يتم تصميم علم جديد لألمانيا الموحدة؟ 

 

رغم وجود بعض المقترحات في أوائل التسعينات (لإضافة نجمة أو خطوط رمزية)، 

فإن الغالبية العظمى من الأحزاب والقوى المجتمعية رأت أن: 

 

  • ألمانيا لا تبدأ من الصفر، بل تستمر في مشروعها الديمقراطي. 

  • الرمزية الوطنية يجب أن تكون بسيطة، ثابتة، ومعروفة دوليًا. 

  • الحفاظ على العلم كان جزءًا من الاستقرار القانوني والسياسي بعد التوحيد. 

Form 

خاتمة 

 

اعتماد علم ألمانيا الغربية بعد التوحيد لم يكن مجرد إجراء شكلي، بل قرار يعكس اختيارات تاريخية وفكرية عميقة. 

فهو علم ارتبط عبر الزمن بالحرية، الوحدة، والهوية الديمقراطية، في مواجهة القمع والانقسام. 

لذلك، ظل كما هو: أسود – أحمر – ذهبي، يرفرف فوق دولة موحدة، ويمثل أمة اختارت أن تتجاوز ماضيها وتنظر بثقة نحو المستقبل. 

 

------------------------------------- 

ـ* يحرص فريق الكتاب والمحررين في موقععلى تقديم معلومات دقيقة من خلال بحث مكثف واطلاع على عدة مصادر عند كتابة المقالات، ومع ذلك قد تظهر بعض الأخطاء أو ترد معلومات غير مؤكدة. لذلك، يُرجى اعتبار المعلومات الواردة في المقالات مرجعية أولية والرجوع دائماً إلى الجهات المختصة للحصول على المعلومات المؤكدة. 

 


Teilen: